وأما الولادة ، والاستهلال ، وعيوب النساء الباطنة ، والرضاع على إشكال ، فتقبل فيه شهادتهنّ وإن انفردن (منفردات ـ خ).
______________________________________________________
قوله : «وأما الولادة والاستهلال إلخ». إشارة إلى بيان ما يثبت بشهادة النساء منفردات ومنضمّات ، وهو ما يعسر الاطّلاع لغيرهنّ عليه.
ويدلّ عليه الاعتبار والأخبار الكثيرة ، مثل ما في صحيحة عبد الله بن سنان المتقدمة ، وقال : تجوز شهادة النساء وحدهنّ بلا رجال في كلّ ما لا يجوز النظر للرجال إليه ، وتجوز شهادة القابلة وحدها في المنفوس (١).
وما في مضمرة أبي بصير ، قال : سألته عن شهادة النساء؟ قال : تجوز شهادة النساء وحدهنّ على ما لا يستطيع الرجال ينظرون إليه (النظر إليه ـ خ ل ئل) (٢).
ومثله موجود في رواية إبراهيم الخارقي (الحارثي ـ خ ل) (٣).
ولا شكّ أن الولادة واستهلال الولد حين ولادته ، من هذا القبيل ، ويدلّ عليه الخبر بخصوصه كما سيجيء.
وكذا عيوب النساء الباطنة ، وإنما قيّد ب (الباطنة) لأنّ الظاهرة لا يعسر عليه اطّلاع الرجال وليس بمحرّم مثل الفرج ومنها الثيوبة والرتق ونحو ذلك.
واستشكل في الرضاع ، لاحتمال الاطّلاع ، وللأصل.
وأنت تعلم أنه يشمله عموم أدلّة قبول الشهادة من الأخبار المتظافرة فيما لا يجوز النظر للرجال إليه كعيوبها الباطنة ، وهو ظاهر.
وتدلّ عليه أيضا رواية ابن بكير ، عن بعض أصحابنا ، عن الصادق عليه السلام في امرأة أرضعت غلاما وجارية ، قال : يعلم ذلك غيرها؟ قلت : لا ،
__________________
(١) الوسائل باب ٢٤ قطعة من حديث ١٠ من كتاب الشهادات ، ج ١٨ ص ٢٦٠.
(٢) الوسائل باب ٢٤ صدر حديث ٤ من كتاب الشهادات ، ج ١٨ ص ٢٥٨.
(٣) الوسائل باب ٢٤ حديث ٥ من كتاب الشهادات ج ١٨ ص ٢٥٩.