ـ وهو : مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرب وإن كان في قرآن ـ وفاعله.
______________________________________________________
الغناء مجلس لا ينظر الله إلى أهله ، وهو ممّا قال الله عزّ وجلّ «وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ» الآية (١).
ولكنّ الإشكال في معناه ، المشهور في ذلك ما ذكره في المتن ، أنه مدّ الصوت المشتمل على الترجيع المطرب ، سواء كان في قرآن أو ذكر الله تعالى أو مدح النبيّ والأئمة عليهم السلام أم لا ، نظما كان أو نثرا ، وكان مع الملاهي أم لا.
لعلّ المراد من «الترجيع» هو ترديد الصوت في الفم والحلق ، ومن «المطرب» الذي يحصل منه اللذّة والحظ (للنفس ـ خ) كما يحصل من كثير الملاهي ، مثل الدفّ ، والزمر ، وإن حصل منه البكاء ، فإنه ليس للآخرة ، فإن البكاء أقسام ، فافهم الفرق.
ويمكن كون المراد به ، المطرب عرفا وبالنسبة إلى أكثر الناس ، فيحرم على من لم يكن مطربا له أيضا.
والظاهر اختصاص التحريم بالذي يكون مطربا له ، وبعض الأصحاب ما قيّد بالمطرب فيكون مطلقا حراما عنده ، مطربا كان أم لا.
وعلى التقديرين ما عرفنا تمام هذا المعنى له في النوع ولا اللغة.
قال في القاموس : الغناء ككساء ، من الصوت ما طرّب ، فيفهم منه أنه مطلق الصوت المطرب. وحينئذ الحوالة فيه إلى العرف ، فكلّ ما يعدّ في العرف أنه غناء يحرم فعله وسماعه مطلقا ، في القرآن وغيره ، شعرا وغيره ، فليس بمخصوص بغير القرآن والذكر والمدح ، وبالشعر على الوجه الخاصّ الذي يفعله المغنّون والمغنّيات ، لأنه يقال : لم يغنّ بل يقرأ القرآن أو يذكر الله ويمدح الأنبياء والأئمة عليهم السلام ، فإن
__________________
(١) الوسائل باب ٩٩ حديث ١٦ من أبواب ما يكتسب به ، ج ١٢ ص ٢٢٨. وفيه : (الحسن بن هارون).