وبعد هذا الإيضاح نخرج بما يلي :
لقد تعديتم بنقضكم البيعة وتخاذلكم عنّا إلى قبيح فعلكم ، فملأ الأرض والسماء خبركم ، حتى إحمرّت السماء وبكت لعظيم جنايتكم. ويُؤيّد هذا المعنى ما يلي :
أولاً ـ ما جاء في خطبة سيد الشهداء عليه السلام في اليوم العاشر من المحرم : (ويحكم ، أهؤلاء تَعْضدون وعَنّا تتخاذلون؟! أجل والله غدر فيكم قديم ، وَشَجَت عليه أصولكم ، وتأزّرت فروعكم ، فكنتم أخبث ثمرة شَجى للناظر ، وأكْلَة للغاصب) (١٤٤).
ثانياً ـ ما جاء في خطبتها عليها السلام على رواية أخرى : (لقد جئتم شيئاً إدّا تكاد السماوات يتفطرن منه ، وتنشق الأرض وتخرّ الجبال هَدّا ، لقد جئتم بها صَلْعَاء عَنْقَاء سَوْدَاء فَقْمَاء ، كَطِلَاعِ الأرض ، أو مِلء السماء) (١٤٥).
١ ـ صَلْعَاء : في كلام العرب الداهية والأمر الشديد (١٤٦).
٢ ـ عَنْقَاء : العنقاء المُغْرِبُ ، كلمة لا أصل لها ، يقال : إنّها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور ، ثم كثر ذلك حتى سَمّوا الداهية عَنْقَاء مُغْرِبَاً ومُغْرِبة ؛ قال :
ولولا سليمانُ الخليفةُ ، حَلّقَتْ |
|
به ، من يد الحَجّاج ، عَنْقَاء مُغْرِب (١٤٧) |
__________________
(١٤٤) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ٢٣٤.
(١٤٥) ـ القمي ، الشيخ عباس : منتهى الآمال ، ج ١ / ٥٧١.
(١٤٦) ـ ابن منظور ، محمد بن مكرم : لسان العرب ، ج ٨ / ٢٠٥.
(١٤٧) ـ نفس المصدر ، ج ١٠ / ٢٧٦.