وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقسم لنا من بيتك ، وكان جبرئيل أكثر ما يكون في منزلك» (٣٤٣).
كما أنّ لها مكانة عالية عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار ، ومن الشواهد على ذلك ما جاء في حديث الكساء : (أنت إلى خير ، مرتين) (٣٤٤). إلى غير ذلك من مواقفها في الدفاع عن أهل البيت عليهم السلام. توفيت سنة ٦٣ هـ ، عن عمر يناهز ٨٤ سنة ، وهي آخر أمهات المؤمنين موتاً ، ودفنت في البقيع. وبعد هذا التعريف بأم المؤمنين (أم سلمة) ، نذكر الروايات الخاصة برؤياها للنبي صلى الله عليه وآله وسلم في المنام وهي كالتالي :
١ ـ روى غياث بن ابراهيم ، عن الصادق ؛ جعفر بن محمد عليما السلام قال : (أصبحت يوما أم سلمة (رحمها الله) تبكي ، فقيل لها : ممَّ بكاؤكِ؟ فقالت : لقد قتل إبني الحسين الليلة ، وذلك إنني ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منذ قبض إلا الليلة ، فرأيته شاحباً كئيباً قالت : فقلت : ما لي أراك يا رسول الله شاحباً كئيباً؟ قال ما زلت الليلة أحفر قبوراً للحسين وأصحابه (عليهم السلام) (٣٤٥).
أقول : وفي أمالي الصدوق ـ مجلس ٢٩ ـ حديث ١ ـ عن وهب بن وهب عن الصادق عليه السلام بإختلاف يسير لا يضرّ بمعنى الحديث.
٢ ـ عمرو بن ثابت ، عن أبيه أبي المقدام ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس قال : (بينا أنا راقد في منزلي إذ سمعت صراخاً عالياً من بيت أمّ سلمة زوج
__________________
(٣٤٣) ـ دخيل ، علي محمد علي : مجموعتي ، ج ٦ / ٢٢٩.
(٣٤٤) ـ السيوطي ، عبد الرحمن : الدر المنثور ، ج ٥ / ١٩٨.
(٣٤٥) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد النعمان : أمالي المفيد / ٣١٩.