تزوجها أبو سلمة ؛ عبد الله ، بن عبد الأسد المخزومي ، ابن عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، حيث أنّ أمه هي برة بنت عبد المطلب. كان من المسلمين الأوائل ، أسلم بعد عشرة ، وهاجر مع أم سلمة إلى الحبشة ، وولدت له سلمة ، ورجعا إلى مكة المكرمة ، ثم هاجرا إلى المدينة ، وكانت أول ضعينة أدخلت إلى المدينة المنورة مهاجرة ، وولدت عمراً ، ودرّة ، وزينب ، شهدا بدراً ، وأحداً وجرح فيها ، جرحه أبو أسامة الجشعي ، رماه بمجلة (نصل طويل عريض) ، فمكث شهراً يداوي جرحه فبرئ ، واندمل الجرح ، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من الهجرة ، فاشتكى ثم مات لثلاث ليالٍ بقين من جمادى الآخرة في السنة الثانية أو الثالثة من الهجرة. وهناك من يذهب إلى أنّه توفي في السنة الأولى أو الثانية من الهجرة. قبل وقعة بدر ، تزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في السنة الثانية من الهجرة قبل وقعة بدر (٣٤٢). كانت من أفضل النساء ، موصوفة بالجمال البارع ، والعقل البالغ ، والرأي الصائب ، وكانت لها أساليب بديعة في إستعطاف النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند غضبه ، وأدب بارع في مخاطبته ، أو طلب الحوائج منه. كما عرفت بالمنزلة الرفيعة في العلم ورواية الحديث ، فقد بلغت رواياتها (٢٧٨ حديثاً) ، وهذه فضيلة من فضائلها الكثيرة ، ومنقبة من مناقبها العظيمة التي إمتازت بها من بين زوجات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فهي أفضل زوجاته بعد خديجة ، وأتقاهن وأعلمهن بالكتب والسنة ، قالت لها عائشة : «يا بنت أبي أمية ، أنت أول مهاجرة من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنت كبيرة أمهات المؤمنين ،
__________________
(٣٤٢) ـ الحاكم ، محمد بن عبد الله : المستدرك ، ج ٤ / ٢٠.