٣ ـ صاحبة أول صالون أدبي في مصر. وقبل الدخول في الحوار مع الكاتب ، ينبغي بيان مقدمة وهي : لابد لكل كاتب وباحث تاريخي ، بعد جمعه للمصادر ، أن يعتمد على المصادر ، البعيدة عن الوضع والضعف ؛ إذ قد يكون المصدر ضعيفاً ؛ لضعف صاحبه لإعتماده على الضعفاء والكذابين ، أو أنّ المؤلف نفسه كَذّاب ، وحينئذ لا يعتمد عليه ، وبعد كل ذلك أقول :
من قرأ تراجم الرجال هم أساس الرواية في شخصية السيدة سكينة ـ كمصعب الزبيري ، وابن أخيه الزبير بن بكار ، والهيثم بن عدي الطائي ، وصالح بن حسان ـ ؛ عرف أنّه لا يعتمد عليهم.
في تهذيب التهذيب ، لابن حجر ـ ج ٣ / ٣١٣ : «ولم يعتمد احمد بن علي السليماني ، بروايات الزبير بن بكار ؛ لإكثاره الرواية عن الضعفاء». وفي الكامل ، لابن الأثير ، ج ٧ في حوادث سنة ٢٣٦ : «ان مصعب بن عبد الله بن ثابت ، بن عبد الله ، بن الزبير بن العوام ، منحرفاً عن علي». وفي وفيات الأعيان ، لابن خلكان ـ في مادة فاطمة بنت الحسين ـ : «الزبير بن بكار ، كان عدواً آل علي ، بل لسائر بني هاشم ، كان يصنع المفتريات في رجالهم ونسائهم ، حتى أرادوا قتله ، ففرّ من مكة إلى بغداد أيام المتوكل». وأول من وضع الأحاديث الشائعة في بنت الحسين سكينة ، هو مصعب الزبيري ، المتوفى سنة ٢٣٦ هـ. في كتابه (نسب قريش) ؛ لينصرف المغنون عن ابنتهم سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير ، التي تجتمع مع ابن أبي ربيعة الشاعر ، والمغنيات يغنين لهم ، ما في الأغاني ج ١ / ٦٧. وزَوّد بها مرافقه في بغداد المدائني ، المتوفى سنة ٢٢٥ هـ ، وزاد عليها الزبير بن بكار وابنه ، وتلقاها المبرّد ، المتوفى سنة ٢٨٥ هـ ، وعنه أخذ تلميذه الزجاج وغيره من دون تمحيص ، فأضلوا كثيراً