علماً ، ويأمرني بالإقتداء به ..» (٤٠٤) لمثل هذا الرجل العظيم الذي لم يسجد لصنم ، وولد في جوف الكعبة ، وظهرت مناقبه ومقاماته في القرآن الكريم ، وعلى لسان النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم ، ينسب إليه هذا التصرف؟!.
ثانياً ـ إنّ قوله (أنكحتك يا علي ، ابنتي المحياة .. اله). إنّ هذا التصرف فيه مخالفة للشريعة الإسلامية ، حيث فيها إهمال رأي البنات في الرضا وعدمه ، وكذلك لم يتم تعيين المهر؟!
ثالثاً ـ لماذا هذه العجلة والسرعة من أمير المؤمنين عليه السلام وخوفه من فوات هذا (الكنز الثمين) ، الموجود عند هذا الرجل النصراني ، الحديث عهد بالإسلام؟!
إنّ الذي يُعبِّر عن نفسه بقوله : (سلوني قبل أن تفقدوني ، ألا تسألون من عنده علم المنايا والبلايا والأنساب) (٤٠٥).
لا يخاف من فوات بنات هذا الرجل ، لو لم يبادر إليه بهذه السرعة؟!
رابعاً ـ إنّ تزويج الإمام الحسين عليه السلام من الرباب كان في عهد وخلافة عمر بن الخطاب ، ولا أقل من التقدير بآخر أيامه ـ أي في سنة ٢٥ هـ ، فترتب على ذلك بقاء الرباب حائلاً هذه المدة التي تتجاوز العشرين سنة ، وإذا فرضنا الزواج في أوائل خلافته ، فتكون المدة أطول وبعدها لا حجة ولا دليل قاطع يأخذ بنا إلى الإيمان بصحة هذه القصة.
__________________
(٤٠٤) ـ عبده ، محمد : شرح نهج البلاغة ، ج ٢ / ١٥٧.
(٤٠٥) ـ المجلسي ، الشيخ محمد باقر : بحار الأنوار ، ج ٤٠ / ١٣٩.