وريده؟ فمددت يدي إلى نحره فإذا هو مذبوح من الأذن إلى الأذن ، فلما أحَسّ بذلك صرخ وترك الرضاع ، فانفجعت فاطمة ونادت : وا ولداه.
قالت رباب : فذكرت ما جرى وكنت قد نسيت ذلك ، فأخذته من أمك وهي تبكي ، فانتبهت فنظرت إلى الثدي الذي ناولته إياه قد دَرّ لبنه ، وأنا الآن أريد ولدي يا زينب ، فلما سمعن النساء كلامها ؛ تصارخن في وجهها وجعلن يبكين على حالها ، وهي تبكي على ولدها ، فقالت لها زينب : دونك ولدك ، فها هو مقتول مطروح ، فقامت وهي تعثر في مشيتها ، حتى أتت إلى المعركة فرأت ولدها مطروحاً والسهم قد ذبحه من الأذن إلى الأذن ، فانحنت عليه وجعلت تقبله في فمه ووجنته ، وهي تنادي : يا بني ، قم إلى الثدي الذي رضعت منه هذه الساعة ، فها هو قد دَرّ لبنه ، فلم يجبها ، فنادت : وا ولداه ، وا مهجة قلبي ، وا قرة عيناه» (٤٢٨).
__________________
(٤٢٨) ـ القطيفي ، الشيخ علي المحسن : الدمعة القطيفية ، ج ١ / ١٤٧ ـ ١٤٨.