من الدم ـ ، فتتألف من الماء (٩٠ %) والبروتين (٩ %) والسكر والملح والبولة Urea ، والحامض البولي Uricacid وغيرها. وأما الكريات الحمر ـ وتحتوي على الهيموغلوبين ، أو اليحمور ، فتحمل الأوكسجين إلى جميع أنسجة الجسد وأعضائه. في حين تعمل الكريات البيض ـ وهي أنواع متعددة ـ على محاربة الجراثيم الناقلة للأمراض. أما اللويحات ـ وهي أقراص بروتوبلازمية بالغة الصغر ـ ، فتساعد على تجلط الدم ومنه النزف» (٥٥٤).
وبعد معرفة التركيب العام للدم ، تظهر لنا بعض الحكم الصحية في تحريم ونجاسة الدم ، ولكن ينبغي التنبيه على أنّ كل ما توصلنا إليه ليس هو الحكمة الواقعية التي هي في علم الغيب ، وإنما هي دراسات يطمع من خلالها العلم الحديث الوصول إلى الحقيقة ، فتراه بين فترة وأخرى يكتشف الجديد من أسرار الحياة. إذن ، سنعرض ما ذكره الطب الحديث حول الدم كالتالي :
«ثبت علمياً أنّ الدم هو أصلح الأوساط لنمو شتى الجراثيم ، كما أنّه أيضاً يحمل مخلفات الجسم التي تنتج عن الفعل الهدمي Catabolism في الأنسجة المختلفة.
كما أنّ شرب الدم المسفوح قد يؤدي إما إلى إرتفاع البولينا بالدم مما يهدد بحدوث فشل كلوي ، أو إرتفاع نسبة الأمونيا في الدم ، وحدوث غيبوبة كبدية ، ويحتوي الدم على مواد تدعى انتيجنات ، وبتكرار شرب الدم قد تحدث حالة حساسية شديدة من تفاعل الانتيجنات مع الأجسام المضادة. ويحتوي الدم إلى جانب ذلك على الكثير من المواد السامّة التي تعمل الكبد على تخليص الجسم منها. والدم يحتوي على جراثيم في كثير من الأحيان ، مما يحدث بالمعدة والأمعاء
__________________
(٥٥٤) ـ البعلبكي ، منير : موسوعة المورد العربية ، ج ١ / ٤٩٧.