بنقل القول بنفي السجود في الموضع المذكور عن ابن ابى عقيل والشيخ في الكتابين المذكورين فالظاهر انه ليس كذلك لأني لم أقف عليه بعد المراجعة والتتبع ، نعم نقل عنهما عدم عد ذلك في ما يجب له سجود السهو حيث حصراه في مواضع ليس هذا منها ، فكان الأولى نسبة القول إليهما بما نقله عن ابى الصلاح.
قال في الذخيرة بعد نقل جملة من الأخبار المتقدمة الدالة على وجوب سجدتي السهو في هذه الصورة : وهذه الأخبار وان كانت غير صريحة في الوجوب إذ لم يثبت كون الأمر في أخبارنا حقيقة في الوجوب لكن لا يبعد ان يعول في الوجوب على هذه الأخبار بمعونة الشهرة لكن ذلك لا يخلو من شوب النظر والتأمل. انتهى. وهو من جملة تشكيكاته الواهية التي هي لبيت العنكبوت ـ وانه لأضعف البيوت ـ مضاهية ، وقد أوضحنا في غير مقام مما تقدم فساده وان فيه خروجا عن الدين من حيث لا يشعر قائله.
واما ما رواه الشيخ في الموثق بابن بكير عن زرارة (١) قال : «سألت أبا جعفر (عليهالسلام) هل سجد رسول الله (صلىاللهعليهوآله) سجدتي السهو قط؟ فقال لا ولا يسجدهما فقيه». فأجاب عنها في الذخيرة بأنه يمكن حملها على ان الفقيه يسعى في حفظ صلاته بالتوجه فيها بحيث لا يصدر منه السهو. قال : وفيه بعد لكن الرواية غير معمولة بين الأصحاب فيشكل التعويل عليها. انتهى.
أقول : الأظهر في الجواب عنها هو حمل الفقيه على الامام (عليهالسلام) فإنه هو الفقيه الحقيقي بمعنى انه لم يسجدها رسول الله (صلىاللهعليهوآله) لعصمته عن السهو ولا يسجدها امام بعده للعلة المذكورة. وفي الخبر المذكور رد ظاهر للأخبار الدالة على سهوه (صلىاللهعليهوآله) ولا سيما ما دل منها على انه سجد سجدتي السهو.
(المسألة السادسة) ـ لو سها عن الركوع فله صور (الأولى) ان يذكر
__________________
(١) الوسائل الباب ٣ من الخلل في الصلاة.