والتقريب فيهما هو دلالتهما على ان النجاة والأمن من الوقوع في مهاوي الضلال انما هو في التمسك بحبل الآل (عليهم صلوات ذي الجلال) والاقتداء بهم في الأقوال والأفعال ، وحينئذ فاما ان يخص هذا بزمان وجودهم (صلوات الله عليهم) وما قاربه واللازم منه تضييع باقي الأمة إلى يوم القيامة ، لانه صلىاللهعليهوآله كان عالما بامتداد أمته إلى يوم القيامة وكان عالما بان زمان وجود الأئمة (عليهمالسلام) الى وقت الغيبة إنما هو زمان يسير ، وعلى هذا فلو قصر الأمر بالتمسك بهم على زمان وجودهم وما قاربه فاللازم ما ذكرناه وهو مما يقطع بفساده ، واما ان يجعل هذا الخطاب للأمة والأمر لهم بالإتباع والتمسك الى يوم القيامة وهو لا يتم إلا بالعمل بهذه الأخبار المروية عن أبنائه الأطهار التي هي محل البحث ، إذ لا طريق في مثل زماننا هذا وأمثاله من أزمان الغيبة إلى اتباعهم والأخذ بدينهم والتمسك بهم سواها. وهذا بحمد الله سبحانه ظاهر لا سترة عليه.
ثم لا يخفى ان ظاهر الخبرين المذكورين الإشارة إلى سد باب التمسك بسوى الثقلين المذكورين حيث كان رفع الضلال على وجه الشمول لافراده وافراد زمانه والنجاة ليس مرتبا إلا على التمسك بهما ، وبالجملة فإن التمسك بهما طريق علم انها مخلصة من الضلال على كل حال واما غيرهما فما أشد الإشكال فيه والإعضال سيما مع عدم ورود الإذن بالأخذ به في حال من الأحوال.
(المقام الثاني) في الإجماع وقد تقدم في مقدمات الكتاب نزر من القول
__________________
عن مستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٥١ عن ابى ذر وصححه. ولفظه فيه «مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق» ونقله ايضا عن تاريخ الخطيب ج ١٢ ص ٩١ وكثير من غيرهما. قال وأشار إليه الإمام الشافعي بقوله المأثور عنه في رشفة الصادي ص ٢٤
ولما رأيت الناس قد ذهبت بهم |
|
مذاهبهم في أبحر الغى والجهل |
ركبت على اسم الله في سفن النجا |
|
وهم أهل بيت المصطفى خاتم الرسل |
وأمسكت حل الله وهو ولاؤهم |
|
كما قد أمرنا بالتمسك بالحبل |