الى هنا ما نقلناه من كلام المحقق المشار اليه آنفا وهو جيد وجيه كما لا يخفى على الفطن النبيه إلا ان جعله (قدسسره) الأخبار تبعا لما ذكره غيره من علمائنا الأبرار من قبيل اخبار الآحاد العارية عن القرائن الموجبة للعلم بصحتها محل مناقشة يطول بذكرها الكلام.
ثم ان مما يدل على الاعتماد على اخبار الآحاد وصحة العمل بها ما روى عنه صلىاللهعليهوآله (١) في خطبة الغدير وغيرها من قوله «فليبلغ الشاهد الغائب». وقوله صلىاللهعليهوآله في خطبته في مسجد الخيف المروية في الكافي وغيره عن الصادق عليهالسلام (٢) «رحم الله امرأ سمع مقالتي فبلغها كما سمعها فرب حامل فقه ليس بفقيه. الحديث». وحديث (٣) «من حفظ على أمتي أربعين حديثا». وما علم من إرساله صلىاللهعليهوآله وكذا أمير المؤمنين عليهالسلام بعده في وقت خلافته الى جباية الخراج والصدقات والمقاسمات بل غير ذلك من الولايات الى البلدان البعيدة آحاد الناس ممن لم يبلغ عددهم التواتر فان جميع ذلك ونحوه مما يدل على ان المرجع في العمل بالأخبار ليس إلا الى ما يقتضي سكون النفس واطمئنان الخاطر لا الى ما يقتضي القطع واليقين بصحة المخبر به من عدد أو قرينة كما توهمه من لم يعض بضرس قاطع على تتبع السير
__________________
(١) الوسائل الباب ٨ من صفات القاضي والغدير ج ١ ص ٣٣.
(٢) الوسائل الباب ٨ من صفات القاضي عن الكافي بطريقين ولفظ الأول هكذا : «نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو أفقه منه.» والثاني بمعناه بأدنى تفاوت في اللفظ. وفي مجمع البحرين نقل الحديث في مادة «نضر» هكذا «نضر الله امرا» وفي مستدرك الوسائل الباب ٨ من صفات القاضي نقله بلفظ «نضر» أيضا إلا في رواية عوالي اللئالي فإن فيها «رحم» وفي رسالة الأصول للشافعي في مقدمة كتاب الام ص ٦٥ نقل الحديث كما في الوسائل.
(٣) نقله في الوسائل بطرق متعددة في الباب ٨ من صفات القاضي وفيها هكذا : «من حفظ من أمتي.» أو «من حفظ من شيعتنا.» نعم اللفظ في رواية الخصال كما في المتن وكذا في المستدرك الباب ٨ من صفات القاضي عن العوالي.