الثامن ـ كل زيادة ونقيصة ، وهذا القول نقله الشيخ في الخلاف عن بعض الأصحاب كما تقدم في نقل عبارته ، وظاهر الأكثر عدم عده في موجبات السجود وجملة عبائر من قدمنا نقل كلامه خالية من ذلك ، وقال في الدروس انه لم يظفر بقائله ولا بمأخذه مع انه من القائلين به في اللمعة وجعله في الألفية أحوط ونقله في الذكرى عن الفاضل واختاره بعد ذلك من بين الأقوال ، ونقله شيخنا الشهيد الثاني في شرح اللمعة عن الصدوق ايضا واختاره في كتاب الروض ، ونقل هذا القول عن الصدوق قد وقع في التحرير للعلامة ثم قال : وهو الأقوى عندي.
ويمكن ان يستدل عليه بما رواه الشيخ عن ابن ابى عمير عن بعض أصحابنا عن سفيان بن السمط عن ابى عبد الله عليهالسلام (١) قال : «تسجد سجدتي السهو في كل زيادة تدخل عليك أو نقصان». وردها جملة من متأخري المتأخرين بضعف الاسناد
وربما استدل على ذلك أيضا بصحيحة الحلبي الواردة في الشك بين الأربع والخمس (٢) وقوله عليهالسلام فيها «أم نقصت أم زدت» فإنه إذا وجب السجود بالشك في الزيادة والنقيصة ففي صورة اليقين اولى.
ويظهر من المبسوط ان قولهم بالسجود للزيادة والنقصان شامل للمستحبات وظاهر العلامة تخصيصه بالواجبات ، وقال ابن الجنيد بوجوبهما في خصوص القنوت ان تركه ، وعد أبو الصلاح من جملة موجباتهما لحن القراءة سهوا.
وأنت خبير بأن جملة الأخبار المتقدمة الدالة على عدم سجدتي السهو في المواضع المتقدمة كلها دالة على عدم الوجوب ، ومنها أخبار السجدة والتشهد وذكرهما قبل الركوع أو بعده ، فإن أخبارهما في الحالتين دالة على عدم الوجوب. نعم اخبار التشهد دلت على السجود لنقص التشهد لا لزيادة القيام الذي ذكره قبل ركوعه أو
__________________
(١) الوسائل الباب ٣٢ من الخلل في الصلاة.
(٢) ص ٣٢٨.