على صاحب الكلل (١) عن أبان بن تغلب عن أبى عبد الله عليهالسلام قال : سألته فقلت : أخبرني عن حق المؤمن على المؤمن؟ فقال : يا أبان دعه لا ترده ، قلت : بلى جعلت فداك فلم أزل أرد عليه ، فقال : يا أبان تقاسمه شطر ما لك. ثم نظر الى فرأى ما دخلني ، فقال : يا أبان اما تعلم ان الله عزوجل قد ذكر المؤثرين على أنفسهم؟ قلت : بلى جعلت فداك ، فقال : اما إذا أنت قاسمته فلم تؤثره بعد انما أنت وهو سواء ، انما تؤثره إذا أعطيته من النصف ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٥٨ ـ في الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان بن عيسى عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الرجل ليس عنده الا قوت يومه أيعطف من عنده قوت يومه على من ليس عنده شيء ويعطف من عنده قوت شهر على من دونه ، والسنة على نحو ذلك ، أم ذلك كله الكفاف الذي لا يلام عليه؟ فقال : هو امر ان أفضلكم فيه أحرصكم على الرغبة ، والاثرة على نفسه ، فان الله عزوجل يقول : (وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) والأمر الاخر لا يلام على الكفاف واليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول.
سهل بن زياد عمن حدثه عن جميل بن دراج قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول خياركم سمحائكم وذكره نحو ما نقلنا عن كتاب الخصال.
٥٩ ـ وباسناده الى سويد السبائى عن ابى الحسن موسى عليهالسلام قال : قلت له : أوصنى قال : آمرك بتقوى الله ثم سكت فشكوت اليه قلة ذات يدي ، وقلت : والله لقد عريت حتى بلغ من عريى ان أبا فلان نزع ثوبين كانا عليه ، فكسانيهما فقال : صم وتصدق ، قلت : أتصدق ما وصلني به وإخواني وان كان قليلا؟ قال : تصدق مما رزقك الله ولو آثرت على نفسك.
٦٠ ـ وباسناده الى أبى بصير عن أحدهما عليهماالسلام قال : قلت أى الصدقة أفضل؟
__________________
(١) «صاحب الكلل» اى بايعها والكلل جمع كلة : الستر الرقيق يتوقى به من البعوض.