٣٥١٨ ـ والله لو لا صبية صغار |
|
كأنّما وجوههم أقمار |
أخاف أن يصيبهم إقتار |
|
أو لاطم ليس له إسوار |
لمّا رآني ملك جبّار |
|
ببابه ما طلع النّهار (١) |
وقال أبو عبيدة : هو جمع «إسوار» على حذف الزيادة ، وأصله أساوير.
وقرأ (٢) أبان ، عن عاصم «أسورة» جمع سوار ، وستأتي إن شاء الله تعالى في الزخرف [الزخرف : ٣٠] هاتان القراءتان في المتواتر ، وهناك يذكر الفرق إن شاء الله تعالى.
والسّوار يجمع في القلّة على «أسورة» وفي الكثرة على «سور» بسكون الواو ، وأصلها كقذل وحمر ، وإنما سكنت ؛ لأجل حرف العلّة ، وقد يضمّ في الضرورة ، قال : [السريع]
٣٥١٩ ـ عن مبرقات بالبرين وتب |
|
دو في الأكفّ اللامعات سور (٣) |
وقال أهل اللغة : السّوار : ما جعل في الذّراع من ذهب ، أو فضّة ، أو نحاس ، فإن كان من عاج ، فهو قلب.
قوله : «من ذهب» يجوز أن تكون للبيان ، أو للتبعيض ، ويجوز أن تتعلق بمحذوف ؛ صفة لأساور ، فموضعه جرّ ، وأن تتعلق بنفس «يحلّون» فموضعها نصب.
قوله : «ويلبسون» عطف على «يحلّون» وبني الفعل في التحلية للمفعول ؛ إيذانا بكرامتهم ، وأنّ غيرهم يفعل بهم ذلك ويزيّنهم به ، كقول امرىء القيس : [الطويل]
٣٥٢٠ ـ عرائس في كنّ وصون ونعمة |
|
يحلّين ياقوتا وشذرا مفقّرا (٤) |
بخلاف اللّبس ، فإنّ الإنسان يتعاطاه بنفسه ، وقدّم التّحلّي على اللباس ؛ لأنه أشهى للنّفس.
وقرأ (٥) أبان عن عاصم «ويلبسون» بكسر الباء.
قوله : (مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) «من» لبيان الجنس ، وهي نعت لثياب.
والسّندس : ما رقّ من الدّيباج ، والإستبرق : ما غلظ منه وعن أبي عمران الجونيّ قال : السّندس : هو الديباج المنسوج بالذّهب (٦) ، وهما جمع سندسة وإستبرقة ، وقيل : ليسا جمعين ، وهل «إستبرق» عربيّ الأصل ، مشتقّ من البريق ، أو معرب أصله إستبره؟ خلاف بين اللغويين. وقيل : الإستبرق اسم للحرير وأنشد للمرقش (٧) : [الطويل]
__________________
(١) ينظر : البحر المحيط ٦ / ٧٩٢ روح المعاني ١٥ / ٢٧٠ ، الدر المصون ٤ / ٤٥٢.
(٢) ينظر : البحر ٦ / ١١٦ ، الدر المصون ٤ / ٤٥٢.
(٣) تقدم.
(٤) تقدم.
(٥) ينظر : البحر ٦ / ١١٦ ، الدر المصون ٤ / ٤٥٣.
(٦) ذكره البغوي في «تفسيره» (٣ / ١٦١).
(٧) سقط من أ.