٣٥٢١ ـ تراهنّ يلبسن المشاعر مرّة |
|
وإستبرق الدّيباج طورا لباسها (١) |
وهو صالح لما تقدّم ، وقال ابن بحر : «الإستبرق : ما نسج بالذّهب».
ووزن سندس : فعلل ، ونونه أصلية.
وقرأ (٢) ابن محيصن «واستبرق» بوصل الهمزة وفتح القاف غير منونة ، فقال ابن جنّي : «هذا سهو ، أو كالسّهو» قال شهاب الدين : كأنه زعم أنّه منعه الصّرف ، ولا وجه لمنعه ؛ لأنّ شرط منع الاسم الأعجمي : أن يكون علما ، وهذا اسم جنس ، وقد وجّهها غيره على أنه جعلها فعلا ماضيا من «البريق» و«استفعل» بمعنى «فعل» المجرد ؛ نحو : قرّ ، واستقرّ. وقال الأهوازيّ في «الإقناع» : «واستبرق بالوصل وفتح القاف حيث كان لا يصرفه» وظاهر هذا أنه اسم ، وليس بفعل ، وليس لمنعه وجه ؛ كما تقدّم عن ابن جنّي ، وصاحب «اللوامح» لمّا ذكر وصل الهمزة ، لم يزد على ذلك ، بل نصّ على بقائه منصرفا ، ولم يذكر فتح القاف أيضا ، وقال ابن محيصن : «واستبرق» بوصل الهمزة في جميع القرآن ، فيجوز أنه حذف الهمزة تخفيفا ؛ على غير قياس ، ويجوز أنّه جعله عربيّا من برق يبرق بريقا ، ووزنه استفعل ، فلمّا سمّي به ، عامله معاملة الفعل في وصل الهمزة ، ومعاملة التمكين من الأسماء في الصّرف والتنوين ، وأكثر التفاسير على أنّه عربية ، وليس بمستعرب ، دخل في كلامهم ، فأعربوه».
قوله : «متّكئين» حال ، والأرائك : جمع أريكة ، وهي الأسرّة ، بشرط أن تكون في الحجال ، فإن لم تكن لم تسمّ أريكة ، وقيل : الأرائك : الفرش في الحجال أيضا ، وقال الراغب (٣) : «الأريكة : حجلة على سرير ، فتسميتها بذلك : إمّا لكونها في الأرض متّخذة من أراك ، أو من كونها مكانا للإقامة ؛ من قولهم : أرك بالمكان أروكا ، وأصل الأروك الإقامة على رعي الأراك ، ثم تجوز به في غيره من الإقامات».
وقرأ (٤) ابن محيصن «علّرائك» وذلك : أنه نقل حركة الهمزة إلى لام التعريف ، فالتقى مثلان : لام «على» ـ فإنّ ألفها حذفت ؛ لالتقاء الساكنين ـ ولام التعريف ، واعتدّ بحركة النقل ، فأدغم اللام في اللام ؛ فصار اللفظ كما ترى ، ومثله قول الشاعر : [الطويل]
٣٥٢٢ ـ فما أصبحت علّرض نفس بريئة |
|
ولا غيرها إلّا سليمان نالها (٥) |
يريد «على الأرض» وقد تقدّم قراءة قريبة من هذه أوّل البقرة : «بما أنزلّيك» ، أي : أنزل إليك.
__________________
(١) ينظر البيت في البحر المحيط ٦ / ٩٣ ، الطبري ١٥ / ١٥٩ ، القرطبي ١٠ / ٢٥٨ ، روح المعاني ١٥ / ٢٧١ ، الدر المصون ٤ / ٤٥٣.
(٢) ينظر : المحتسب ٢ / ٢٩ ، والإتحاف ٢ / ٢١٣ ، والبحر ٦ / ١١٧ ، والدر المصون ٤ / ٤٥٣.
(٣) ينظر : المفردات ١٦.
(٤) ينظر : البحر ١١٩ ، والدر المصون ٤ / ٤٥٤.
(٥) ينظر البيت في البحر المحيط ٦ / ١١٧ ، الدر المصون ٤ / ٤٥٤.