٣٥٦٨ ـ ........... |
|
تحيّة بينهم ضرب وجيع (١) |
ونصبه على هذين الوجهين مفعولا به ، أي : صيّرنا.
وأبو حيوة (٢) «نزلا» بسكون الزاي ، وهو تخفيف الشّهيرة.
قوله : (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمالاً).
يعني : الّذين أتبعوا أنفسهم في عمل يرجون به فضلا ونوالا ، فنالوا هلاكا وبوارا.
قال ابن عبّاس ، وسعد بن أبي وقّاص : هم اليهود والنّصارى (٣).
وهو قول مجاهد.
وقيل : هم الرهبان الذين حبسوا أنفسهم في الصّوامع (٤) ؛ كقوله تعالى : (عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) [الغاشية : ٣].
وقال عليّ بن أبي طالب : هم أهل حروراء (٥).
قوله : (أَعْمالاً) : تمييز للأخسرين ؛ وجمع لاختلاف الأنواع.
قوله : (الَّذِينَ ضَلَ) : يجوز فيه الجر نعتا ، وبدلا ، وبيانا ، والنصب على الذمّ ، والرفع على خبر ابتداء مضمر.
ومعنى خسرانهم أن مثلهم كمن يشتري سلعة يرجو منها ربحا ، فخسر وخاب سعيه ، كذلك أعمال هؤلاء الذين أتبعوا أنفسهم مع ضلالهم ، فبطل جدّهم واجتهادهم في الحياة الدنيا ، (وَهُمْ يَحْسَبُونَ) يظنون (أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) أي : عملا.
قوله : (يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ) يسمّى في البديع «تجنيس التّصحيف» وتجنيس الخطّ ، وهذا من أحسنه ، وقال البحتريّ : [الطويل]
٣٥٦٩ ـ ولم يكن المغترّ بالله إذ شرى |
|
ليعجز والمعتزّ بالله طالبه (٦) |
فالأول : من الغرور ، والثاني : من العزّ ، ومن أحسن ما جاء في تجنيس التصحيف (٧) قوله : [السريع]
__________________
(١) تقدم.
(٢) ينظر : البحر المحيط ٦ / ١٥٧ ، والدر المصون ٤ / ٤٨٥.
(٣) أخرجه البخاري (٨ / ٢٧٨) كتاب التفسير : باب قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا رقم (٤٧٢٨) والطبري (٨ / ٢٩٤) وآخرون.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٩٣). أخرجه الطبري في «تفسيره» (٨ / ٢٩٤).
(٥) ينظر : ديوانه ١ / ٨٧ ، والبحر المحيط ٦ / ١٥٨ ، وروح المعاني ١٦ / ٤٨ ، والدر المصون ٤ / ٤٨٥.
(٦) جناس التصحيف أن يتفقا لفظا ويختلفا نطقا كالعذل والعدل :
وسمي بذلك لتشابه اللفظين في الخط من التصحيف وهو التشابه خطا ، وبعضهم يسميه جناس الخط ومثله أيضا نحو التخلي ثم التحلي ثم التجلي ؛ الأول بالخاء المعجمة من الخلو والثاني بالمهملة من الحلي بمعنى الزينة والثالث بالجيم بمعنى الكشف عن بعض الخفايا وتلقين بعض الأسرار لمن هم أهل لها والتصحيف عند أهل التحقيق كما هو عند علماء العربية عامة وعلماء البلاغة خاصة : تغيير اللفظ ـ