الدِّينُ واصِباً) قال : «واجبا» (١).
وقال علي بن إبراهيم ، قوله : (وَلَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) أي واجبا. ثمّ ذكر تفصيله فقال : (وَما بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللهِ ثُمَّ إِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْئَرُونَ) أي تفزعون وترجعون. والنّعمة : في الصحّة والسّعة والعافية (ثُمَّ إِذا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ).
قال : وقوله : (وَيَجْعَلُونَ لِما لا يَعْلَمُونَ نَصِيباً مِمَّا رَزَقْناهُمْ) وهو الذي وصفنا ، مما كان العرب يجعلون للأصنام نصيبا في زرعهم وإبلهم وغنمهم ، فردّ الله عليهم فقال : (تَاللهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ)(٢).
وعنه ، قال : قالت قريش ، إنّ الملائكة بنات الله ، فنسبوا ما لا يشتهون إلى الله ، فقال الله عزوجل : (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَناتِ سُبْحانَهُ وَلَهُمْ ما يَشْتَهُونَ) يعني من البنين. ثمّ قال (وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ) أي : يستهين به (أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ) ، ثم ردّ الله عليهم فقال : (لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(٣).
وقال حنان بن سدير : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن العرش والكرسي ـ وذكر الحديث ـ إلى أن قال : (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) الذي لا يشبهه شيء ، ولا يوصف ، ولا يتوهّم ، فذلك المثل الأعلى» (٤).
والحديث طويل يأتي بطوله ـ إن شاء الله تعالى ـ في قوله تعالى : (هُوَ
__________________
(١) تفسير العيّاشي : ج ٢ ، ص ٢٦٢ ، ح ٣٧.
(٢) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٣٨٦.
(٣) تفسير القمّي : ج ١ ، ص ٣٨٦.
(٤) التوحيد : ص ٣٢١ ، ح ١.