بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (٩٤) قالَ ما مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً (٩٥) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذا ساوى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذا جَعَلَهُ ناراً قالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً (٩٦) فَمَا اسْطاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطاعُوا لَهُ نَقْباً (٩٧) قالَ هذا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذا جاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) (٩٨) [سورة الكهف : ٩٨ ـ ٨٣]؟!
الجواب / قال أبو بصير سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن قول الله (وَيَسْئَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً).
قال : «إنّ ذا القرنين بعثه الله إلى قومه ، فضربوه على قرنه الأيمن ، فأماته الله خمسمائة عام ، ثم بعثه إليهم بعد ذلك فضربوه على قرنه الأيسر ، فأماته الله خمسمائة عام ، ثم بعثه إليهم ، بعد ذلك ، فملّكه مشارق الأرض ومغاربها ، من حيث تطلع الشمس إلى حيث تغرب ، فهو قوله : (حَتَّى إِذا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) إلى قوله (عَذاباً نُكْراً) ـ قال ـ في النار ، فجعل ذو القرنين بينهم بابا من نحاس وحديد ، وزفت وقطران ، فحال بينهم وبين الخروج».
ثمّ قال : أبو عبد الله عليهالسلام : «ليس منهم رجل يموت حتى يولد له من صلبه ألف ولد ذكر ـ ثمّ قال ـ هم أكثر خلق خلقوا بعد الملائكة» (١).
وسئل أمير المؤمنين عليهالسلام عن ذي القرنين ، أنبيّا كان أم ملكا؟
فقال : «لا نبيّ ولا ملك ، بل إنما هو عبد أحب الله فأحبّه ، نصح لله فنصح له ، فبعثه الله إلى قومه ، فضربوه على قرنه الأيمن ، فغاب عنهم ما شاء الله أن يغيب ، ثمّ بعثه الثانية ، فضرب على قرنه الأيسر فغاب عنهم ما شاء الله
__________________
(١) تفسير القميّ : ج ٢ ، ص ٤٠.