جائزة أو غير جائزة ، فإن كانت صلاته جائزة ، جاز له لبسها في تلك البقعة إذ لم تكن مقدّسة ، وإن كانت مقدّسة مطهّرة ، فليست بأقدس وأطهر من الصلاة ، وإن كانت صلاته غير جائزة فيها ، فقد أوجب على موسى عليهالسلام أنه لم يعرف الحلال من الحرام ، وما علم ما تجوز فيه الصلاة ، وما لم تجز ، وهذا كفر».
قلت : فأخبرني ـ يا مولاي ـ عن التأويل فيها؟
قال : «إنّ موسى عليهالسلام ناجى ربه بالوادي المقدس ، فقال : يا ربّ ، إني قد أخلصت لك المحبة مني ، وغسلت قلبي عمن سواك ـ وكان شديد الحب لأهله ـ فقال الله تبارك وتعالى : (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ) أي انزع حبّ أهلك من قلبك إن كانت محبتك لي خالصة ، وقلبك من الميل إلى من سواي مغسولا» (١).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «إذا فاتتك صلاة فذكرتها في وقت أخرى ، فإن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك ، كنت من الأخرى في وقت ، فابدأ بالتي فاتتك ، فإن الله عزوجل يقول : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي). وإن كنت تعلم أنك إذا صليت التي فاتتك ، فاتتك التي بعدها ، فابدأ بالتي أنت في وقتها فصلّها ، ثم أقم الأخرى» (٢).
وقال عليّ بن إبراهيم ، في قوله : (إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها) : قال عليهالسلام : «من نفسي ، هكذا نزلت».
قيل : كيف يخفيها من نفسه؟ قال : «جعلها من غير وقت» (٣).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : «كانت عصا موسى لآدم ، فصارت إلى شعيب ،
__________________
(١) كمال الدين وتمام النعمة : ص ٤٦٠.
(٢) الكافي : ج ٣ ، ص ٢٩٣ ، ح ٤.
(٣) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦٠.