يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى (٦٣) فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلى (٦٤) قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (٦٥) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى)(٦٦) [سورة طه : ٦٦ ـ ٦١]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) : (قالَ لَهُمْ مُوسى) أي : قال للسحرة لأنهم أحضروا ما عملوا من السحر ، ليقابلوه بمعجزة موسى ، فوعظهم فقال : (وَيْلَكُمْ) وهي كلمة وعيد وتهديد ، معناه : ألزمكم الله الويل والعذاب ، ويجوز أن يكون على النداء نحو : يا ويلتا ، فيكون الدعاء بالويل عليهم. وقيل : إن ويلكم كلمتان تقديرهما (وَيْلَكُمْ) ، فيكون مبتدأ وخبرا ، أو يكون ويلكم بمنزلة أتعجب لكم.
(لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً) أي : لا تشركوا مع الله أحدا ... وقيل : لا تكذبوا على الله بأن تنسبوا معجزاتي إلى السحر وسحركم إلى أنه حق ، وبأن تنسبوا فرعون إلى أنه إله معبود (فَيُسْحِتَكُمْ) أي يستأصلكم (بِعَذابٍ) ، وقيل : يهلككم. وأصل السحت ، استقصاء الخلق ، يقال : سحت شعره إذا استأصله. وسحته الله وأسحته ، إذا استأصله وأهلكه [وقال علي بن إبراهيم : أي يصيبكم (١)].
(وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) أي : خسر من كذب على الله ، ونسب إليه باطلا ... انقطع رجاء من كذب على الله عن ثوابه وجنته.
(فَتَنازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) أي : تشاور القوم وتفاوضوا في حديث موسى وهارون وفرعون ، وجعل كل واحد منهم ينازع لكلام صاحبه. وقيل : تشاورت السحرة فيما هيئوه من الحبال والعصي ، وفيمن يبتدئ بالإلقاء
__________________
(١) تفسير القمي : ص ٢٦٨ (ط حجرية) ..