السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى (٧٣) إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى (٧٥) جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ تَزَكَّى) (٧٦) [سورة طه : ٧٦ ـ ٦٩]؟!
الجواب / قال الشيخ الطبرسي (رحمهالله تعالى) : (وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ) يعني العصاء (تَلْقَفْ ما صَنَعُوا) أي : تبتلع ما صنعوا فيه من الحبال والعصي ، لأن الحبال والعصي أجسام ليست من صنعهم ، قالوا : ولما ألقى عصاه صارت حية ، وطافت حول الصفوف حتى رآها الناس كلهم ، ثم قصدت الحبال والعصي فابتلعتها كلها على كثرتها ، ثم أخذها موسى فعادت عصا كما كانت (إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ) أي : إن الذي صنعوه ، أو إن صنيعهم كيد ساحر ، أي : مكره وحيلته (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ) أي : لا يظفر الساحر ببغيته إذ لا حقيقة للسحر (حَيْثُ أَتى) أي : حيث كان من الأرض. وقيل : لا يفوز الساحر حيث أتى بسحره لأن الحق يبطله.
(فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً) ها هنا محذوف وهو فألقى عصاه ، وتلقف ما صنعوا ، فألقي السحرة سجدا ، أي : سجدوا و (قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هارُونَ وَمُوسى) أضافوه سبحانه إليهما لدعائهما إليه ، وكونهما رسولين له (قالَ) فرعون للسحرة. (آمَنْتُمْ لَهُ) أي : لموسى ، والمعنى : قد صدقتم له (قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ) أي : من غير إذني ، لأنه بلغ من جهله أنه لا يعتقد دين إلا بإذنه. والفرق بين الإذن والأمر. أن في الأمر دلالة على إرادة الآمر الفعل المأمور به ، وليس في الإذن ذلك. وقوله : (وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا) إذن ، وقوله (أَقِيمُوا الصَّلاةَ) أمر.
(إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ) معناه : إنه لأستاذكم وأنتم تلامذته ، وقد يعجز التلميذ عما يفعله الأستاذ. وقيل : إنه لرئيسكم ومتقدمكم ، وأنتم