السَّامِرِيُ) وعبدوا العجل وله خوار. فقال موسى عليهالسلام : يا ربّ ، العجل من السامري ، فالخوار ممّن؟ فقال : «مني ـ يا موسى ـ إني لما رأيتهم قد ولّوا عني إلى العجل أحببت أن أزيدهم فتنة».
(فَرَجَعَ مُوسى) كما حكى الله عزوجل (إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً قالَ يا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْداً حَسَناً أَفَطالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي) ، ثمّ رمى بالألواح وأخذ بلحية أخيه هارون ورأسه يجره إليه (قالَ يا هارُونُ ما مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي) فقال هارون كما حكى الله : (يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي)(١).
وقال علي بن سالم ، قال أبي : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : أخبرني عن هارون لم قال لموسى عليهالسلام : (يَا بْنَ أُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي) ، ولم يقل يا بن أبي؟
فقال : «إنّ العداوة بين الإخوة أكثر ما تكون إذا كانوا بني علات (٢) ، ومتى كانوا بني أم قلت العداوة إلا أن ينزغ الشيطان بينهم فيطيعوه ، فقال هارون لأخيه : يا أخي الذي ولدته أمي ، ولم تلدني غير أمه ، لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي ، ولم يقل يا بن أبي لأن بني الأب إذا كانت أمهاتهم شتّى لم تستبعد العداوة بينهم إلا من عصمه الله منهم ، وإنما تستبعد العداوة بين بني أم واحدة».
قال : قلت : فلم أخذ برأس أخيه يجرّه إليه وبلحيته ، ولم يكن له في اتخاذهم العجل وعبادتهم له ذنب.
__________________
(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٦١.
(٢) أولاد العلات : الذين أمهاتهم مختلفة وأبوهم واحد. «النهاية : ج ٣ ، ص ٢٩١».