قال : «اتصال التدبير ، وتمام الصنع ، كما قال الله عزوجل : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا)(١).
وقال يزيد بن الأصمّ : سأل رجل عمر بن الخطّاب ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما تفسير (سبحان الله)؟
قال : إن في هذا الحائط رجلا إذا سئل أنبأ ، وإذا سكت ابتدأ. فدخل الرجل فإذا هو علي بن أبي طالب عليهالسلام ، فقال : يا أبا الحسن ، ما تفسير (سبحان الله)؟ قال : «هو تعظيم الله عزوجل وتنزيهه عما قال فيه كلّ مشرك ، فإذا قالها العبد صلّى عليه كلّ ملك» (٢).
وقال علي بن الحسين عليهماالسلام : «إنّ الله عزوجل خلق العرش أرباعا لم يخلق قبله إلّا ثلاثة أشياء : الهواء والقلم والنور ، ثم خلقه من أنوار مختلفة فمن ذلك النور نور أخضر اخضرّت منه الخضرة ، ونور اصفر اصفرّت منه الصّفرة ، ونور أحمر احمرّت منه الحمرة ، ونور أبيض منه ابيضّ البياض وهو نور الأنوار ومنه ضوء النهار.
ثم جعله سبعين ألف طبق ، غلظ كل طبق كأول العرش إلى أسفل السافلين ، ليس من ذلك طبق إلّا يسبح بحمد ربه ويقدسه بأصوات مختلفة ، وألسنة غير مشتبهة ، ولو أذن للسان منها فأسمع شيئا مما تحته لهدم الجبال والمدائن والحصون ، ولخسف البحار ولأهلك ما دونه.
له ثمانية أركان ، يحمل كل ركن منها من الملائكة ما لا يحصي عددهم إلا الله عزوجل ، يسبّحون بالليل والنهار لا يفترون ، ولو حسّ شيء مما فوق ما قام لذلك طرفة عين ، بينه وبين الإحساس الجبروت والكبرياء والعظمة
__________________
(١) التوحيد : ص ٢٥٠ ، ح ٢.
(٢) معاني الأخبار : ص ٩ ، ح ٣.