المخزومي. فكان رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ بعد عبد المطّلب مع عمّه أبي طالب ، وكان أبو طالب هو الّذي يلي أمر رسول الله ـ صلّى الله عليه [وآله] وسلّم ـ بعد جدّه ، فكان إليه ومعه.
وولي بعده السقاية على زمزم أصغر أبنائه العباس (١).
وقال اليعقوبي : وأوصى عبد المطّلب الى أبي طالب برسول الله وقال له :
اوصيك يا عبد مناف بعدي |
|
بمفرد بعد أبيه فرد |
فارقه وهو ضجيع المهد |
|
فكنت كالام له في الوجد |
تدنيه من أحشائها والكبد |
|
فأنت من أرجى بنيّ بعدي |
لدفع ضيم ، او لشدّ عقد |
قال : وأوصى إليه بسقاية زمزم. وأوصى إليه بسقاية زمزم. بالحكومة وأمر الكعبة الى ابنه الزبير.
وأعظمت قريش موته ، وغسّلوه بالماء والسّدر ، ولفّوه في حلّتين من حلل اليمن قيمتها ألف مثقال ذهب! وطرح عليه المسك حتّى ستره ، وحمل على أيدي الرجال عدة أيام! اعظاما واكراما واكبارا لتغيبه في التراب (٢).
ولمّا غيب عبد المطّلب ، احتبى ابنه الزبير بفناء الكعبة مدّعيا للرئاسة ، وادّعاها معه الوليد بن ربيعة المخزومي ، وابن جدعان التّيمي.
__________________
(١) فلم تزل إليه حتّى قام الاسلام ، وهي بيده ، فأقرّها رسول الله له على ما مضى من ولايته ، فهي الى آل العباس بولاية العباس اياها الى هذا اليوم (ابن اسحاق في السيرة١ : ١٨٩).
(٢) وروى عن رسول الله أنّه قال : انّ الله يبعث جدي عبد المطّلب أمّة وحده ، في هيئة الأنبياء وزيّ الملوك (اليعقوبي ٢ : ١٣) ورواها الكليني في اصول الكافي بأسانيد ثلاثة مختلفة والفاظ متقاربة (اصول الكافي ١ : ٤٤٦ ، ٤٤٧).