يديه ، ثمّ قال له : من أنت؟ فقال : رجل من تهامة ، فقال : من أيّ تهامة؟ قال : من بني هاشم. فوثب العابد فقبّل رأسه مرة ثانية ثمّ قال : يا هذا ، انّ العليّ الأعلى ألهمني الهاما. قال أبو طالب : وما هو؟ قال : ولد يولد من ظهرك ، وهو وليّ الله عزوجل.
فلمّا كانت الليلة الّتي ولد فيها علي عليهالسلام أشرقت الأرض ، فخرج أبو طالب وهو يقول : أيّها الناس ، ولد في الكعبة وليّ الله عزوجل» (١) ورواه ابن شهرآشوب في «المناقب» (٢) والكنجي الشافعي (ت ٦٥٨) في كتابه «كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب» مسندا (٣).
وروى المغازلي في «المناقب» مرفوعا الى علي بن الحسين عليهماالسلام قال : كنا عند الحسين عليهالسلام اذ اقبلت امرأة قالت : أنا زبدة بنت قريبة بن العجلان من بني ساعدة. فقلت لها : فهل عندك شيء تحدّثينا به؟ فقالت : إي والله ، حدثتني أمّ عمارة الساعدية : أنّها كانت ذات يوم في نساء العرب ، اذ أقبل أبو طالب كئيبا حزينا فقلت له : ما شأنك؟ فقال : انّ فاطمة بنت أسد في شدة من المخاض. ثمّ أخذ بيدها وجاء بها الى الكعبة وقال لها : اجلسي على اسم الله» (٤).
وروى ابن الصباغ المالكي بسنده عن موسى بن جعفر عليهالسلام قال : «دخل النبي صلىاللهعليهوآله المسجد الحرام يوما فرأى فيه أبا طالب مهموما مغموما. فقال له : يا عمّ ، ما لي أراك مغموما؟ فقال : انّ فاطمة قد أخذها الطلق. فأخذ النبي بيد أبي طالب
__________________
(١) روضة الواعظين : ٩٦.
(٢) المناقب ١ : ٣٥٨ ط قم.
(٣) كفاية الطالب : ٢٦٠.
(٤) المناقب لابن المغازلي المالكي : ورواه عنه ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة : ١٤ ورواه عنه ابن البطريق الحلي من المائة السادسة مسندا الى علي بن الحسين عليهالسلام ، كما في كتاب : علي وليد الكعبة : ٤٧ ط النجف.