وإذا كنت قد وقفت بإنعام نظر على مشاهد كثيرة من أجزاء الموسوعة الأربعة التي تؤرخ الأحداث الأسلامية لحين دخول أميرالمؤمنين عليه السلام الكوفة بعد حرب الجمل ، فإني بانتظار صدور جزئها الخامس ، وأتمنى أن يستمر الشيخ بإصدار أجزاء أُخرى يعرض فيها الأحداث لغاية عصر الأمام الصادق عليه السلام في الأقل.
وأزعم أني رافقت ما صدر من الموسوعة مرافقة دقيقة في غير مشهد ، أختلف مع الشيخ في رؤيته أحياناًحتى الخصومة ، أتّفق معه في أحايين كثيرة لحدّ الانبهار ، وآخذ عليه في حين كأني أتصيّد له بالماء العكر ، وأعجب به في حين آخر حتى لا أجد مناسبة إلا أجد مناسبة إلاتحدّثت عنه حديث تجلّة وإكبار.
ولكي لا أظلم نفسي لابد من الإشاراة إلى أن قراءتي لم تكن عادلة ولا موضوعية لأنها قامت بين رؤيتين رؤية المؤلف تبحّرت بقراءتي المصادر التاريخية ، وبين رؤيتي التي ابتعدت عن كلّ ذلك بسبب ظروف نشأتها العلمية واختصاصها ، فقد تركّز اهتمامي منذ عقود على قراءة كتب الأدب واللغة والمعجمات والكتابة عنها وتحقيق بعضها ، وعلى الدراسات الصرفيّة والكتابة عنها ، أما الدراسة التاريخيّة فأنا ضيف عليها وعلى مصادرها ، لذا فإن ما أراه يبتعد عن الواقع أحياناً يراه الشيخ من صميمه ، يضاف إلى هذا أنه في موسوعته حاول تقديم وجهة نظر علماء أهل البيت التي حدّثتك عن مدى الحاجة إليها ، وهي في أحيان ليست قليلة لا تلتقي مع رؤية كتّاب السيرة من القدماء والمحدثين وخاصّة الذين اعتمدوا على مدرسة أهل الحديث في كتابتهم أو تثقّفوا عليها.
على أن منهجه لم يُعبده كثيراً عن كتّاب أهل الحديث ، وإنما التقاهم في غالبيّة الروايات التي ليس فيها من خلاف ، كما التقاهم في الروايات التي لا يودّون النظر فيها على الرغم من واقعيّتها وصدقيّتها سنداً ومتناً ، فنظر فيها ، وأزاح عنها القذي