كتاب النبيّ الى النجاشي :
وهنا روى الطبرسي في «إعلام الورى» عن الحافظ الحسكاني عن ابن اسحاق ، والطبري عن ابن اسحاق أيضا قال : «بعث رسول الله صلىاللهعليهوآله عمرو بن اميّة الضمري الى النجاشي في شأن جعفر بن أبي طالب وأصحابه وكتب معه كتابا» ثمّ ذكر صورة الكتاب ، وجواب النجاشي (١).
ولا يوجد الخبر في ابن اسحاق في السيرة، وظاهر الطبرسي أنّ هذا الكتاب كان من مكّة حين خرج عمرو بن العاص مع عمارة بن الوليد الى الحبشة ، حسب خبر الطبرسي نفسه ، ومع عبد الله بن أبي ربيعة حسب خبر ابن اسحاق عن أمّ سلمة كما يأتي وفي الكتاب أمر بإكرام جعفر وأصحابه وقراهم ، فالمناسب أن يكون في بداية الهجرة مع جعفر ، أو مع خروج عمرو بن العاص الى الحبشة سفيرا من قبل معاندي مكّة لايذاء جعفر وأصحابه.
ويظهر من الحلبي في السيرة : أنّ عمرو بن العاص خرج الى الحبشة بعد غزوة بدر وانّ رسول الله لمّا بلغه ذلك بعث عمرو بن اميّة الى النجاشي بكتاب يوصي فيه بالمسلمين ، قال : «لمّا أوقع الله بالمشركين يوم بدر ورجعوا خائبين قالوا : إنّ ثارنا بأرض الحبشة ، فأرسلوا عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة الى النجاشي ليدفع إليهما من عنده من المسلمين ، فلمّا بلغ ذلك رسول الله بعث الى النجاشي عمرو بن اميّة الضمري بكتاب يوصي فيه بالمسلمين» (٢).
واتفقوا على أنّ الرسول الى النجاشي هو عمرو بن اميّة الضمري ، ولكنّهم اختلفوا في إسلامه : ففي «اسد الغابة» عن أبي نعيم : أنّه أسلم قديما وهاجر الى
__________________
(١) إعلام الورى : ٤٥ ، ٤٦ وفي مستدرك الحاكم ٢ : ٦٢٣ ، ٦٢٤ والطبري ٢ : ٦٥٢ ، ٦٥٣.
(٢) سيرة الحلبي ٣ : ٢١٢. وانظر : مكاتيب الرسول ١ : ١٢٠ ـ ١٣٠ ط الاولى.