ومنها : ما روي عنه عليهالسلام : « إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب الله عزوجل أو من قول رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإلّا فالذي جاءكم به أولى به » . (١)
ومثله قوله صلىاللهعليهوآله : « كلّ شيء مردود إلى الكتاب والسنّة ، وكلّ حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف » . (٢)
ومنها : ما روي عن الباقر عليهالسلام عن الخبرين المتعارضين ، فقال : « خذ بما اشتهر بين أصحابك ، ودع الشاذّ النار » . قلت : إنّهما مشهوران عنكم ، فقال : « خذ بما يقول به أعدلهما عندك » . فقلت : إنّهما عدلان مرضيّان ، قال : « ما وافق منهما العامّة فاتركه ، وخذ بما خالفهم ، فإنّ الحقّ فيما خالفهم » . قلت : ربما كانا موافقين لهم أو مخالفين ، فقال :
« إذن فخذ بما فيه الحائط لدينك ، واترك ما خالف الاحتياط » . فقلت : إنّهما موافقان [ للاحتياط ] أو مخالفان [ له ] ، فقال : « إذن فتخيّر أحدهما » . (٣)
ومنها : ما روي عن الرضا عليهالسلام في الحديثين المتعارضين : « اعرضهما على كتاب الله وأحاديثنا ، فإن كان يشبههما فهو منّا ، وإلّا فليس منّا » . (٤) إلى غير ذلك من الأخبار المتعارضة المتدافعة المتنافية ؛ من جهة دلالة بعضها على تقديم بعضها كالأعدليّة على آخر كالموافقة للشهرة ، ودلالة بعضها على العكس ، ودلالة بعضها على عدم اعتبار ما دلّ غيره على اعتباره ، ونحو ذلك من وجوه للمنافاة ؛ (٥) مضافا إلى عدم البلوغ إلى حدّ ما يوجب (٦) العمل بها تعبّدا ؛ ولهذا عدل المجتهدون عن العمل بتلك الأخبار وبنوا
__________________
(١) الكافي ، ج ١ ، ص ٦٩ ، باب الأخذ بالسنّة و... ، ح ٢ ؛ المحاسن ، ص ٢٢٥ ، ح ١٤٥ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٢٧ ، ص ١١٠ ، ح ٣٣٣٤٤.
(٢) الكافي ، ج ١ ، ص ٦٩ ، باب الأخذ بالسنّة و... ، ح ٣ ؛ المحاسن ، ص ٢٢٠ ، ح ١٢٨ ؛ وسائل الشيعة ، ج ٢٧ ، ص ١١١ ، ح ٣٣٣٤٧.
(٣) عوالي اللآلي ، ج ٤ ، ص ١٣٣ ، ح ٢٢٩. وعنه في مستدرك الوسائل ، ج ١ ، ص ١٥٦ ، ح ٢١٤١٣ ، مع اختلاف يسير.
(٤) الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ٣٥٧. وعنه في وسائل الشيعة ، ج ٢٧ ، ص ١٢١ ، ح ٣٣٣٧٣.
(٥) ج : المنافاة ؛ بدل : وجوه للمنافاة.
(٦) ج : ما يمكن.