ولم يبق عند التحقيق مسألة واحدة خالية من حكم خاصّ أو عامّ ؛ لأنّهم عليهالسلام قد بيّنوا جميع ما يحتاج إليه من أحكام الإيمان والإسلام.
نعم يحتاج إلى زيادة التتبّع لكلامهم في مظانّه ، والتقاط حديثهم من أماكنه ومعادنه ، والاحتياط في فهمه وتحقيقه ومعرفة معانيه ومتنه وطريقه وتمييز المحكمات من المتشابهات والحقائق من المجازات ، وذلك يعلم من تعاضد الأحاديث واتّفاقها على المعنى الواحد ، ورجحانها على معارضاتها كما تقدّم بيانه من القواعد ؛ والله الهادي إلى طريق الحقّ في ذلك ، والمؤيّد والمسدّد لمن سلك هذه المسالك ، والموفّق لسلوك سبيل أهل العصمة للنجاة من جميع المهالك.
اللهمّ وفّقنا لتصحيح القول والعمل ، واعصمنا من الخطأ والخطل ، وجنّبنا الزيغ والزلل ، وأعذنا من السأمة والملل ، وأنقذنا من أسر البطالة والكسل ، وبلّغنا ببركة متابعة حججك عليهمالسلام غاية الأمل ، وفرغنا لطاعتك وعبادتك قبل انقضاء الأجل ، وآمنّا يوم لقائك من كلّ خجل ووجل ، وداو قلوبنا وأبداننا بلطفك الخفيّ من جميع العلل ، آمين ربّ العالمين وصلّ على ساداتنا محمّد وآله الطاهرين.
تمّت الرسالة الموسومة ب « نزهة الأسماع في حكم الإجماع » في ليلة الخميس ، رابع عشر شهر رجب المبارك سنة ١٠٧٨ بقلم مؤلّفها محمّد بن الحسن بن عليّ بن محمّد الحرّ العاملي عامله الله بلطفه الخفيّ.