فيها (١) مطلقا ولو مجرّدة عنها ؛ إذ الاعتبار القاطع شاهد على أنّ الرواية لا مدخليّة لها في وصف كون الشهرة مبيّنة ، ولا في رخصة العمل بها بعد حصول وصف البيان بها.
وذلك لأنّ الرواية الضعيفة بنفسها لا محصّل لها إلّا التردّد بين احتمالي الصدق والكذب فيها ، وإن ترجّح الأوّل رجحانا ضعيفا لا يكون معتبرا (٢) ، فهي بالإضافة إليهما متساوية النسبة فكما يحتمل صدقها و(٣) كذا يحتمل كذبها (٤) ، وهذان الاحتمالان يأتيان (٥) في كلّ مسألة يدور الأمر في الحكم الشرعي فيما (٦) بينهما ، فإذا جاءت الشهرة تشخّصت إحداهما (٧) بوصفها (٨) البياني (٩) الذاتي عن الآخر.
وبالجملة ، فحال الاحتمالين المتساويين في الرواية (١٠) الضعيفة ليس إلّا كحالهما في كلّ مسألة لم توجد (١١) رواية فيها أصلا ، فإذا صلحت الشهرة مبيّنة مشخّصة لأحدهما عن الآخر بنفسها بمقتضى الآية الشريفة ، صلحت لذلك مطلقا ، كان معها نحو رواية أم لا ، فلهذا اعترف بعض الأفاضل حرسه الله تعالى (١٢) بصعوبة الاستناد (١٣) إلى الآية في دفع الاعتراض المتقدّم إليه الإشارة ، مشيرا (١٤) في وجه الصعوبة إلى ما عرفته من ظهور الآية في أنّ العبرة إنّما هي بالتبيّن لا نفس الرواية (١٥) لكن (١٦) ليت شعري كيف غفل عن دلالة الآية على هذا على حجّيّة الشهرة بنفسها من غير مدخليّة رواية ، ومع ذلك فقد دفع (١٧) الاعتراض المتقدّم بما هو أعرف به ، وهو دعواه الإجماع على حجّيّة الرواية المنجبرة
__________________
(١) مفاتيح : ـ فيها. ق : فيه.
(٢) ش : معتبرة.
(٣) ر ومفاتيح : ـ و.
(٤) خ ، ش ، ق : عدمها.
(٥) ش ، ق : ـ يأتيان.
(٦) ش ، ر ، م ، س : فيها. ق : فيهما. مفاتيح : + فيها.
(٧) المثبت من ر. وفي سائر النسخ : أحدهما.
(٨) ق ، ر ، س ومفاتيح : لوصفها.
(٩) م ومفاتيح : البيان.
(١٠) المثبت من خ. وفي سائر النسخ : الأدلّة.
(١١) خ : لو توجد.
(١٢) ر ، ش ، س : ـ حرّسه الله تعالى.
(١٣) س : الإسناد
(١٤) مفاتيح : مستندا.
(١٥) المثبت من ر ومفاتيح. وفي ق ، م : ـ لا. وفي خ : في ؛ بدل : لا. وفي ش : ـ لا نفس الرواية.
(١٦) خ : لكنيّ.
(١٧) خ ، ش ، ق : وقع.