وضع الألفاظ (١) مثلا.
أو من جهة أنّه في الكلام تقييد وإطلاق ، أو عموم وخصوص ، أو إجمال وبيان كما في بعض المقامات ، ولا يخفى على المتدرّب.
أو من جهة عدم فهم المراد من بعض العبارات من جهة النقص وعدم التدبّر ، أو حبّ إيقاع التفرقة والخلاف في البين كما هو مقتضى الطبائع الشيطانيّة ، كما في مسألة كون العلم علّة ؛ أو اشتباه محلّ النزاع ، أو غير ذلك كما في مقدّمة الواجب حيث اسند الخلاف إلى السيّد رحمهالله (٢) مثلا.
أو من جهة عدم استهدائهم إلى وجه التخلّص عن حيرة وقعوا فيها ، فتمسّكوا ببعض المنكرات اضطرارا ، كالقول بأنّ ما يجوز تركه يجب فعله ، وكالقول بوجوب العزم في الواجب الموسّع ؛ فرقا بينه وبين المندوب مثلا.
أو من جهة الغفلة عن الجهات والحيثيّات ، كما في الشّبهة الكعبيّة ، وكما في مسألة اقتضاء الأمر الإجزاء مثلا.
أو محض الافتراء ، كافتراءات الواقعة بين الأشاعرة والمعتزلة ، وبين العامّة والخاصّة ، كافتراء المخالفين علينا باشتراطنا دخول المعصوم في إفادة المتواتر القطع ، مثلا.
أو محض أن يجعل لنفسه مذهبا غير مذهب الناس من دون دليل ، بل باتّباع هوى نفسه ، مضافا إلى غير ذلك من الأسباب المذكورة في اللطيفة الاولى كما لا يخفى على المنصف.
كم أعدّ ؟ وكم اقول ؟ فإنّهم لا يزالون مختلفين إلّا من رحم ربّك ، (٣) ولكن ما اختلف
__________________
(١) نقل عنه الميرزا القمّي في قوانين الاصول ، ص ١٩٤ ؛ والحائري في الفصول الغرويّة ، ص ٢٣.
(٢) راجع : معالم الدين ، ص ١٠٠ ؛ هداية المسترشدين ، ص ١٠٤.
(٣) إشارة إلى الآية ١١٧ ـ ١١٨ من سورة هود.