والمباكرة إلى المسجد بعد حلق الرأس ، وقص الأظفار ، وأخذ الشارب ، والسكينة والوقار ، والتطيّب ولبس الفاخر ،
______________________________________________________
قوله : ( والمباكرة الى المسجد بعد حلق الرّأس وقصّ الأظفار وأخذ الشارب والسّكينة والوقار والتطيّب ولبس الفاخر ).
المراد من المباكرة الى المسجد على ما فسّره المصنّف في التّذكرة : هو التوجّه بعد الفجر ، وإيقاع صلاة الصّبح فيه (١) ، لظاهر قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ، ثم راح فكأنّما قرب بدنة ، ومن راح في السّاعة الثّانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنّما قرب كبشا أقرن ، ومن راح في السّاعة الرّابعة فكأنّما قرب دجاجة ، ومن راح في السّاعة الخامسة فكأنّما قرب بيضة ، فإذا خرج الامام حضرت الملائكة يستمعون الذّكر » (٢).
وروى الأصحاب عن الصّادق عليهالسلام : « إنّ الجنان لتزخرف وتزين يوم الجمعة لمن أتاها ، وإنّكم تتسابقون إلى الجنة على قدر سبقكم إلى الجمعة » (٣) الحديث ، وظاهر ذلك الإسراع أوّل النّهار.
فان قيل : تأخير الغسل إلى ما قبل الزّوال أفضل ، وهو مضاد لاستحباب فعله أوّل النّهار والمباكرة إلى المسجد.
قلنا : لا منافاة في ذلك ، لأنّ استحباب تأخير الغسل حيث لا يعارضه طاعة أعظم منه ، فإنّ المباكرة إلى المسجد مشتملة على عدة طاعات : المسارعة إلى الخير ، والكون في المسجد ، وما ينجر اليه ذلك من التّلاوة والدّعاء والصّلاة ، فيبقى استحباب التّأخير لمن لا يباكر المسجد امّا لمانع ، أو لاختياره ذلك.
إذا عرفت هذا ، فقد قال المصنّف في النّهاية : ليس المراد من السّاعات : الأربع والعشرين الّتي ينقسم اليوم واللّيلة عليها وإنّما المراد : ترتيب الدّرجات وفضل
__________________
(١) التذكرة ١ : ١٥٥.
(٢) صحيح مسلم ٢ : ٥٨٢ حديث ٨٥٠ ، سنن أبي داود ١ : ٩٦ حديث ٣٥١ ، الموطأ ١ : ١٠١ حديث ١.
(٣) الكافي ٣ : ٤١٥ حديث ٩ ، التهذيب ٣ : ٤ : حديث ٦.