يحبّ الحلاوة». وقال : «في بإن المؤمن زاوية لا يملؤها إلّا الحلواء».
وروي أنّ الحسن كان يأكل الفالوذج ، فدخل عليه فرقد السنجي فقال : «يا فرقد ما تقول في هذا؟ فقال فرقد : لا آكله ولا أحبّ أكله. فأقبل الحسن على غيره كالمتعجّب وقال : لعاب النحل بلباب البرّ مع سمن البقر هل يعيبه مسلم؟».
قيل : لمّا نزلت : (لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ) قالوا : يا رسول الله فكيف نصنع بأيماننا؟ فنزلت : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ).
وقيل : نزلت في عبد الله بن رواحة ، كان عنده ضيف فأخّرت زوجته عشاءه ، فحلف لا يأكل من الطعام ، وحلفت المرأة لا تأكل إن لم يأكل ، وحلف الضّيف لا يأكل إن لم يأكلا. فأكل عبد الله بن رواحة وأكلا معه ، فأخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بذلك ، فقال له : أحسنت.
واللغو في اليمين هو ما يسبق إلى اللسان من غير قصد ، مثل قول القائل : لا والله وبلى والله لأفعلنّ كذا ، ممّا يؤكّد به كلامه من غير قصد إلى القسم ، حتّى لو قيل له : إنّك حلفت؟ قال : لا. وهو المرويّ عن الصادق والباقر عليهماالسلام.
وبه قال الشافعي.
وعند أبي حنيفة : هو أن يحلف على شيء لظنّه أنّه على ما حلف ، ولم يكن.
و «في أيمانكم» صلة «يؤاخذكم» أو اللغو ، لأنّه مصدر أو حال من اللغو.
(وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ) وثّقتم الأيمان عليه بالقصد والنيّة.
والمعنى : ولكن يؤاخذكم بما عقّدتم إذا حنثتم ، أو بنكث ما عقدّتم ، فحذف للعلم به عرفا ، ولإجماع الأمّة على أنّ الكفّارة لا تجب إلّا بعد الحنث.
وقرأ الكسائي وابن عيّاش عن عاصم : عقّدتم بالتخفيف ، وابن عامر برواية ابن ذكوان : عاقدتم. وهو من : فاعل بمعنى : فعل. ويحتمل أن تكون ما مصدريّة ، ومعناه : ولكن يؤاخذكم بعقدكم ، أو بتعقيدكم ، أو بمعاقدتكم الأيمان.
(فَكَفَّارَتُهُ) أي : كفّارة ما عقّدتم إذا حنثتم. أو فكفّارة نكثه ، أي : الفعلة الّتي