والإدلاء إرسال الشيء من أعلى إلى أسفل. (بِغُرُورٍ) بما غرّهما به من القسم ، فإنّهما ظنّا أنّ أحدا لا يحلف بالله كاذبا. أو ملتبسين بغرور. وإنّما يخدع المؤمن بالله.
وعن ابن عمر أنّه كان إذا رأى من عبده حسن صلاة أعتقه. فقيل له : إنّهم يخدعونك. فقال : من خدعنا بالله انخدعنا له.
(فَلَمَّا ذاقَا الشَّجَرَةَ) وجدا طعمها آخذين في الأكل منها. وفيه أنّ ذوق الشيء المحرّم يوجب الذمّ ، فكيف استيفاؤه وقضاء الوطر منه؟ (بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما) تهافت عنهما لباسهما ، وظهرت لهما عوراتهما ، فأبصر كلّ واحد منهما عورة صاحبه ، وكانا لا يريانها من أنفسهما ، ولا أحدهما من الآخر. وعن عائشة :ما رأيت منه ، ولا رأى منّي. واختلف في أنّ الشجرة كانت السنبلة أو الكرم أو غيرهما ، وأنّ اللباس كان من جنس النور يحول بينها وبين الناظر ، أو حلّة ، أو من جنس الظفر.
(وَطَفِقا يَخْصِفانِ) أخذا يرقعان ويلزقان ورقة فوق ورقة. يقال : طفق يفعل كذا ، بمعنى : أخذ يفعل. (عَلَيْهِما) على عوراتهما (مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ). قيل : كان ورق التين.
(وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ) عتاب على ترك الأولى ، وعدم ارتكاب المندوب إليه ، وتوبيخ على الاغترار بقول العدوّ.
ولمّا عاتبهما ووبّخهما على ارتكاب المنهيّ عنه (قالا رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) أضررناها بنقص الثواب لأجل ترك المندوب إليه (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا) أي : وإن لم تستره علينا ، لأنّ المغفرة هي الستر (وَتَرْحَمْنا) ولم تتفضّل علينا بنعمك الّتي يتمّ بها ما فوّتناه نفوسنا من الثواب (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) من جملة من خسر ولم