رائقة ، وله تبحّر في الحديث والرجال والتاريخ والحكمة والكلام ، كما يظهر كلّ ذلك من مصنّفاته الجليلة ، هذا مع ورع واجتهاد وسداد وتقوى واحتياط ، ولا شكّ في كونه من علماء آل محمّد وفقهائهم المقتفين آثارهم ، والمهتدين بهُداهم ، إلى آخر ما قال.
وقال المحدّث النوري في خاتمة المستدرك : العالم الكامل ، المحقّق الجليل ، الميرزا أبو القاسم بن المولى محمّد حسن الجيلاني ، المتوطّن في دار الإيمان قم ، صاحب الغنائم والقوانين ، وقد أذعن ببلوغه الغاية في الدقّة والتحقيق في الفقه والأُصول من عاصره ومن تأخّر عنه من المشايخ والفُحول ، وكان مؤيّداً مسدّداً ، كيّساً في دينه ، فَطِناً في أُمور آخرته ، شديداً في ذات الله ، مجانباً لهواه ، مع ما كان عليه من الرئاسة ، وخضوع ملك عصره وأعوانه له.
وقال في قصص العلماء : عَلَم تدقيق ، وعلم تحقيق ، علّامة فهّامة ، مقنّن القوانين ، وناهِج مناهج الصدق واليقين ، قُدوة العلماء العاملين ، وأُسوة الفقهاء الراسخين ، ورئيس الدنيا والدين ، أزهد أهل زمانه ، وأورع المتورّعين ، وأعلم وأفقه المعاصرين ، رئيس الإماميّة.
وقال تلميذه الشيخ أسدُ الله التستري صاحب المقابس : الشيخ المعظّم ، العالم العلم المقدّم ، مسهّل سبيل التدقيق والتحقيق ، مبيّن قوانين الأُصول ، ومناهج الفروع ، كما هو به حقيق ، المتسنّم ذروة المعالي بفضائله الباهرة ، الممتطي صَهوةَ المجدِ بفواضله الزاهرة ، بحر العلوم الغائصِ بالفوائد والفرائد ، الكاشف بفكره الثاقب عن عوالي الخرائد ، شمس النجوم المشرقة بأنوار العوائد على الأماثل والأماجد ، والأداني والأباعد.
وقال في روضات الجنّات : كان رحمهالله محقّقاً في الأُصول والعربيّة ، مدقّقاً في المسائل النظريّة ، مؤيّداً من عند الله من بَدوِ أمره إلى النهاية ، منتهياً إليه رئاسة الإماميّة بأجود العناية ، وأحسن الكفاية ، وشأنه أجلّ من أن يوصف بالبيان والتقرير ، وأدقّ من أن يُعرف بالبنان والتحرير ، وكان ورعاً جليلاً وجامعاً نبيلاً ،