.................................................................................................
______________________________________________________
والأول كذلك ، فإن العصابة أجمعوا على أن اعتقاد غير ذلك فسق ، بل أعظم الفسوق وأكبر الكبائر على ما قالوه.
وفي الأخبار ما يدلّ على أن ذلك كفر ، مثل الخبر المستفيض ، بل مقبول الكلّ : من لم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة. ومنقول في الكافي بطرق متعدّدة كثيرة.
(منها) صحيحة الحرث بن المغيرة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة؟ قال : نعم ، قلت : جاهليّة جهلاء أو جاهليّة لا يعرف إمامه؟ قال : جاهليّة كفر ونفاق وضلال (١).
ومثل صحيحة البزنطي ، عن أبي الحسن عليه السلام في قول الله عزّ وجلّ : (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللهِ) ، قال : يعني من اتّخذ دينه ورأيه بغير إمام من أئمة الهدى (٢).
وصحيحة محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : كلّ من دان الله بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول ، وهو ضالّ متحيّر ، والله شانئ (٣) لأعماله ، ومثله كمثل شاة ضلّت عن راعيها وقطيعها ، فهجمت ذاهبة وجائية يومها ، فلما جنّها الليل (إلى قوله) : والله يا محمّد من أصبح من هذه الأمة لا إمام له من الله جلّ وعزّ ظاهرا عادلا أصبح. قد ضلّوا وأضلّوا
__________________
وقوله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا) ـ الحجرات : ٦.
وقوله عزّ وجلّ (وَلا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهادَةً أَبَداً وَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) ـ النور : ٤ ، إلى غيرها من الآيات.
(١) أصول الكافي باب من مات وليس له إمام إلخ ، حديث ٣ ج ١ ص ٣٧٤ طبع الآخوندي.
(٢) أصول الكافي باب فيمن دان الله عزّ وجلّ بغير إمام إلخ ، ج ١ حديث ١ ص ٣٧٤ طبع الآخوندي.
(٣) أي : مبغض لأعماله بمعنى أنها غير مقبولة عند الله ، وصاحبها غير مرضيّ عنده سبحانه (مرآة العقول).