.................................................................................................
______________________________________________________
دليله العقل والنقل ، كتابا (١) وإجماعا من المسلمين وسنّة وهي أخبار كثيرة من طرقهم وطرقنا ، مثل أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال : لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم (٢). وعن أبي عبد الله عليه السّلام قال : الرشا في الحكم ، هو الكفر بالله (٣).
فينبغي تحقيقها ، وهي في اللغة الجعل ، والظاهر أنّ المراد بها هنا ، ما يعطى للحكم حقا أو باطلا ، لأنّه المفهوم الموافق للّغة والخبر. فهو حرام على الراشي أيضا مطلقا.
فتخصيص البعض ـ بأنّها التي يشترط بإزائها ، الحكم بغير الحقّ ، والامتناع من الحكم بالحقّ ـ غير جيّد. وكذا تعميم عدم الإثم ، إن دفعها لأخذ الحقّ في نفس الأمر ، فإنّه موهم لعدم التحريم حينئذ على المرتشي أيضا.
وأيضا الظاهر أنّ التحريم عليه ، إذا لم يتوقّف الحكم على ذلك ، فإذا توقف يجوز له ذلك ، ويكون حراما على المرتشي.
ولكن ليس حينئذ أخذا بالحكم الحقّ ، بل استيفاء الحقّ بوجه ، كالمقاصّة ، فلا بدّ من التعذّر بكلّ وجه حتّى يحلّ ذلك.
__________________
(١) قد استدل عليه بكلمة (السحت) في قوله تعالى (سَمّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكّالُونَ لِلسُّحْتِ) المائدة : ٤٢ وقوله تعالى (لَوْ لا يَنْهاهُمُ الرَّبّانِيُّونَ وَالْأَحْبارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ) المائدة : ٦٢.
(٢) سنن أبي داود : كتاب الأقضية (باب كراهية الرشوة) حديث ٣٥٨٠ ولفظ الحديث (عن عبد الله بن عمر قال : لعن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الراشي والمرتشي) وفي سنن ابن ماجة : كتاب الأحكام (باب التغليظ في الحيف والرشوة) حديث ٢٣١٣ ولفظ الحديث (عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم : لعنة الله على الراشي والمرتشي) وفي صحيح الترمذي كتاب الأحكام (باب ما جاء في الراشي والمرتشي في الحكم) حديث ١٣٣٦ ولفظ الحديث (عن أبي هريرة : لعن رسول الله صلّى الله عليه [وآله] وسلّم الراشي والمرتشي في الحكم).
(٣) الوسائل باب ٨ من أبواب آداب القاضي ح ٣ ـ ٨ ج ١٨ ص ١٦٢ و ١٦٣.