.................................................................................................
______________________________________________________
يقال : صار حينئذ مكروها ، لاحتمال كونها رشوة.
إلّا ان يعلم باليقين أنها ليست كذلك ، مثل أن كان بينه وبين المهدي صداقة قديمة ، وعلم ان ليس له غرض من حكومته وخصومته بوجه ، أو يكون غريب لا يعلم ، أو جاء من السفر وكان عادته ذلك ، أو فعل ذلك بالنسبة إليه وإلى غيره.
ومع ذلك لا شك أن الأحوط هو الاجتناب في وقت يمكن ويحتمل احتمالا بعيدا لكونها رشوة.
وتؤيّده الأخبار من طرقهم ، وقد روي أنه صلّى الله عليه وآله قال : هدايا العمّال غلول (١).
وفي أخرى : هديّة العمّال سحت (٢).
واخرى أنّ النبي صلّى الله عليه وآله استعمل رجلا من بني أسد (الأسد ـ خ ل) ، يقال له ابن اللتبية (أبو اللبيبة ـ خ ل) ، على الصدقة ، فلمّا قدم ، قال هذا لكم ، وهذا لي اهدي إليّ ، قال : فقام رسول الله صلّى الله عليه وآله على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال : ما بال عامل أبعثه فيقول هذا لكم وهذا اهدي إلى؟ أفلا قعد في بيت أبيه ، أو في بيت امه حتى ينظر أيهدى إليه ، أم لا. والذي نفس محمّد بيده لا ينال أحد منكم منها شيئا إلّا جاء يوم القيامة يحمله على عنقه ، بعير له رغاء أو بقرة له خوار ، أو شاة تبعر ، ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه ، ثم قال : اللهم هل بلّغت اللهم هل بلّغت (٣).
__________________
(١) الوسائل باب ٨ من أبواب آداب القاضي حديث ٦. ولفظ الحديث (هدية الأمراء غلول) ج ١٨ ص ١٦٣.
(٢) كنز العمّال ج ٦ ص ١١١ وفيه : هدايا العمّال إلخ وفي ص ١٢ منه : هدايا العمّال حرام كلها.
(٣) صحيح مسلم : كتاب الإمارة باب (تحريم هدايا العمّال) حديث ٢٦. وقوله (تبعر) معناه تصيح. واليعار : صوت الشاة. وقوله (عفرتي إبطيه) بضمّ العين وفتحها ، والأشهر الضم. قال الأصمعي وآخرون : عفرة