وان كان الإشكال بذلك (١) فيها في غير محله ، لأجل (٢) كون مثلها من التعريفات ليس بحد ولا برسم ، بل من قبيل شرح الاسم (*) كما نبهنا عليه غير مرة ، فلا وجه لإطالة الكلام بالنقض والإبرام في تعريف العبادة ، ولا في تعريف غيرها كما هو العادة.
______________________________________________________
(١) أي : بالانتقاض طرداً وعكساً ، أو بغيره في التعريفات المذكورة.
(٢) تعليل لعدم كون الإشكال على التعريفات المزبورة في محله.
وحاصل التعليل : أن التعريفات المزبورة ليست حدوداً حقيقة حتى يراعى كونها مطردة ومنعكسة ، بل هي تعاريف لفظية يطلب بها شرح اسم المعرف ، لا حقيقته.
__________________
(*) لا يخفى أن المصنف «قده» قد اعتذر في كثير من المقامات ـ التي منها ما نحن فيه من تعريفات العبادة ، والواجب المطلق والمشروط ، والعام والخاصّ ـ عن الإشكالات والنقوض الطردية والعكسية الواردة على التعريفات بأنها ليست حدوداً ورسوماً ، بل هي تعاريف لفظية.
لكن فيه أولا : أن النقوض وتكثير القيود تدلان على كون التعاريف حدوداً لا تعاريف لفظية.
وثانياً : ان التعريف اللفظي مغاير لشرح الاسم ، لا مرادف له ، حيث ان التعريف اللفظي هو ما يقع في جواب السؤال عن المعنى اللغوي ، كوقوع النبت في جواب السؤال عن معنى سعدانة ، وأنه معناها اللغوي. وشرح الاسم عبارة عما يقع في جواب «ما» الشارحة التي يطلب بها شرح ماهية المعنى الموضوع له اللفظ ، فرتبة شرح الاسم متأخرة عن التعريف اللفظي ، وقد تقدم منا الكلام في ذلك في مبحث الواجب المطلق والمشروط من هذا الشرح.