بقي [هنا] شيء (١) ، وهو : أنه لا يبعد أن يكون الأصل فيما إذا شك في كون المتكلم في مقام بيان تمام المراد هو كونه بصدد بيانه (٢) وذلك (٣) لما جرت عليه سيرة أهل المحاورات (*) من التمسك
______________________________________________________
تأسيس الأصل عند الشك في أن المتكلم في مقام البيان
(١) الغرض من بيانه : أنه لما كان من مقدمات الحكمة التي يتوقف عليها الإطلاق كون المتكلم في مقام بيان تمام مراده ، وكان إحرازه بالعلم في جل الموارد في غاية الصعوبة ، صار بصدد إثبات ذلك في موارد الشك في كون المتكلم في مقام البيان.
وحاصل ما أفاده في ذلك : أن مقتضى الأصل كونه في مقام البيان فيما إذا شك في ذلك ، وهذا أصل عقلائي جرت عليه سيرة أبناء المحاورة ، حيث انهم يتمسكون بالإطلاقات مع عدم علمهم بكون المتكلم في مقام البيان إذا لم تكن منصرفة إلى جهة خاصة ، بحيث يكون انصرافها إلى تلك الجهة مانعاً عن التمسك بإطلاقها.
(٢) يعني : بيان تمام المراد ، وضمير «كونه» راجع إلى المتكلم.
(٣) تعليل لقوله : «لا يبعد» وغرضه : أن دليل هذا الأصل العقلائي سيرة أبناء المحاورة على التمسك بالإطلاقات مع عدم العلم بكون المتكلم في مقام البيان.
__________________
(*) قال في التقريرات : «وهل هناك أصل يرجع إليه عند الشك في ورود المطلق في مقام البيان ، قد يقال : إذ أغلب موارد استعمال المطلقات انما هو ذلك ، فعند الشك تحمل عليه ، وليس بذلك البعيد ، فتأمل». وظهور هذه العبارة في