الصلاتية والغصبية في الصلاة في الدار المغصوبة وجوداً غير ضائر بتعددهما وكونهما (١) طبيعتين. كذلك وحدة ما وقع في الخارج من خصوصيات الصلاة فيها وجوداً غير ضائر بكونه فرداً للصلاة فيكون مأموراً به ، وفرداً للغصب فيكون منهياً عنه ، فهو على وحدته وجوداً يكون اثنين ، لكونه مصداقاً للطبيعتين ، فلا تغفل.
______________________________________________________
الصلاة في الدار المغصوبة يكون فرداً للصلاة وفرداً للغصب ، فهو مأمور به بالاعتبار الأول ، ومنهي عنه بالاعتبار الثاني.
(١) معطوف على «تعددهما» ، وضميرا «بتعددهما وكونهما» راجعان إلى الطبيعتين.
وبالجملة : المسلم بين القائلين بتعلق الأحكام بالطبائع أو الافراد أن الحكم لا يتعلق بالطبيعة المجردة عن الوجود ، بل يتعلق بها من حيث إيجاد المكلف إياها ، أو إبقائها على عدمها. لكن القائلين بتعلقها بالافراد ذهبوا إلى أن وجود تلك الطبيعة بجميع قيودها وحدودها الموجبة للتشخص وقع في حيز الطلب بحيث يكون لجميع تلك الحدود دخل في المطلوبية ، ولذا لو قصد القربة بجميعها كانت في محلها. بخلاف القائلين بتعلق الطلب بالطبيعة بوجودها السعي ، فانهم ذهبوا إلى خروج تلك الحدود عن حيز الطلب ، ولذا لا يجوز قصد القربة بها.
وعلى كل حال ، لا فرق بين كون الموجود ذا وجهين بحيث يكون بوجه فرداً لماهية وبوجه آخر فرداً لماهية أخرى ، وبين كونه ذا وجهين يكون بأحدهما طبيعة مأموراً بها ، وبالآخر طبيعة أخرى منهياً عنها.