انصرافاً (١) إذا لم يكن [ما لم يكن] هناك ما يمنع عنه ، كما يمكن دعوى وجوده (٢) غالباً في كلام الشارع ، ضرورة (٣) وضوح عدم اختصاص الحكم في مثل (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا) و (يا أَيُّهَا) المؤمنون» (*) بمن حضر مجلس الخطاب بلا شبهة ولا ارتياب.
______________________________________________________
وغيرها» وضمير «ظهورها» راجع إلى حروف الاستفهام والترجي والتمني وغيرها.
(١) قيد لقوله : «ظهورها» يعني : هذا الظهور انصرافي ناش عن عدم قرينة تمنع عن الانصراف المزبور ، كما إذا وقعت أدوات الاستفهام والترجي وغيرهما في كلامه سبحانه وتعالى ، كقوله جل شأنه : (لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ولَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ونحو ذلك ، فانه لا يمكن حملها على الحقيقي منها.
(٢) أي : وجود ما يمنع عن الانصراف إلى المعاني الحقيقية غالباً في كلمات الشارع ، فضمير «عنه» راجع إلى الانصراف إلى المعاني الحقيقية.
(٣) تعليل لدعوى وجود المانع عن الانصراف المزبور ، وحاصله : أن وضوح عدم اختصاص الأحكام الشرعية ببعض دون بعض ، وكونها قانونية مانع عن الانصراف الموجب لظهور اختصاص الخطابات بالحاضرين في مجلس الخطاب.
__________________
(*) ظاهره بقرينة عطفه على قوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا) أنه من القرآن الكريم ، وليس منه ، انما الموجود فيه في سورة النور : «وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ».