الخطاب بمثل (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا) في الكتاب حقيقة إلى غير النبي صلىاللهعليهوآله بلسانه (١). وأما إذا قيل بأنه المخاطب والموجه إليه الكلام حقيقة وحياً أو إلهاماً (٢) ، فلا محيص الا (*) عن كون الأداة [الأدوات] في مثله (٣) للخطاب الإيقاعي ولو مجازاً (٤). وعليه (٥)
______________________________________________________
(١) أي : بكونه صلىاللهعليهوآلهوسلم مبلغاً لتلك الخطابات إليهم.
(٢) هذا وقوله : «وحياً» قيدان لـ «الموجه» ، يعني : أن الكلام وجه إليه صلىاللهعليهوآله بالوحي أو الإلهام ، وقوله : «فلا محيص» جواب «وأما».
(٣) أي : مثل (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا) مما يكون الخطاب فيه بصورة الجمع متوجهاً إلى واحد وهو النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٤) كما يقول به من يذهب إلى وضع أدوات الخطاب للخطاب الحقيقي.
(٥) يعني : وعلى ما ذكر من أنه لا محيص عن الالتزام بكون الأداة للخطاب الإيقاعي.
__________________
(*) الظاهر زيادة كلمة «الا» لأن الغرض من هذه العبارة : أنه لا بد من الالتزام في هذا الفرض بالخطاب الإنشائي ، والكلام الدال على هذا المعنى أن يقال : «فلا محيص عن كون الأداة في مثله للخطاب الإيقاعي» وإلّا فمقتضى كون الاستثناء من النفي إثباتاً وجود المحيص عن الالتزام بالخطاب الإنشائي ، وهو خلاف المقصود ، إذ مرجعه إلى إمكان عدم الالتزام بالخطاب الإنشائي والأخذ بالخطاب الحقيقي ، مع أن الخطابات بصورة الجمع والمخاطب واحد ، فتدبر.