بن عميرة ، وذلك في عهد الخليفة الثاني (١٧٠). وكعب الأحبار الذي كان يقص في عهد معاوية بأمر منه (١٧١).
ثانياً ـ إنّ الخلفاء والولاة يولون للقصاصين مركزاً من مراكز الدولة ، فيجعلون للجند قَاصّاً (١٧٢) من أجل تحريكهم وبعث الحماس فيهم ، كما يجعلون للجماعة قَاصّاً ، فنرى في كتاب القضاة للكندي أنّ كثيراً من القضاة كانوا يعينون قصاصاً أيضاً ، فيقول : أنّ أول مَن قَصّ بمصر سليمان بن عِتر التُّجِيبيُّ في سنة ٣٨ هـ ، وجمع له القضاء إلى القصص ، ثم عزل عن القضاء وأفرد بالقصص (١٧٣).
ثالثاً ـ جعلوا للقصاص أجراً على عملهم ، وكان عمر بن عبد العزيز ـ حسبما يقولون ـ ، يعطي القاص الذي رتبه للقيام بهذه المهمة دينارين شهرياً ، فلما ولي هشام بن عبد الملك جعل له ستة دنانير (١٧٤).
رابعاً ـ الإستفادة منهم في تثبيت أمرهم ، بل هم الإعلام الذي يخدمهم في كثير من الأمور ، ومن النماذج على ذلك ما يلي :
١ ـ إنّ معاوية حينما بلغه : أنّ علياً عليه السلام قَنَت فدعا على أهل حربه ، أمر القاص الذي يقص بعد الصبح ، وبعد المغرب : أنّ يدعو له ولأهل الشام (١٧٥).
__________________
(١٧٠) ـ ابن الجوزي ، عبد الرحمن بن علي التميمي : القصاص والمذكرين / ٢٢.
(١٧١) ـ نفس المصدر / ٢٥.
(١٧٢) ـ ابن ابي حاتم ، عبد الرحمن بن محمد : الجرح والتعديل ، ج ٦ / ١٦٣.
(١٧٣) ـ أمين ، أحمد : فجر الاسلام / ١٦٠.
(١٧٤) ـ ابن شَبّه ، زيد بن عمر : تاريخ المدينة المنورة ، ج ١ / ١٥.
(١٧٥) ـ المقريزي ، تفي الدين احمد بن علي : الواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار ، ج ٢ / ٢٥٣.