الدين ، فإن رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء ، وإن رأى شيئاً يكرهه فلا يقصه على أحد وليقم يصلي) (٢٦٤).
٢ ـ عن عوف بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الرؤيا على ثلاثة : منها تخويف من الشيطان ليحزن به ابن آدم ، ومنها لاأمر يحدِّث به نفسه في اليقظة فيراه في المنام ، ومنها جزء من ستة وأربعين جزء من أجزاء النبوة) (٢٦٥).
وبعد ذكر المرويات المتقدمة ؛ نخرج بالنتيجة التالية :
أولاً ـ أنّها متفقة على التقسيم الثلاثي وإن إختلفت الألفاظ ، إلا أنّ المعنى واحد ؛ إذ بعض المرويات عبرت بـ(بشرى من الهل) ، وبعضها بـ(جزء من ستة وأربعين جزء من النبوة) والمعنى ـ بقرينة بعض الروايات ـ كما عن أبي سعيد ، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : (الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزء من النبوة) (٢٦٦). وعن أبي قتادة ، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : (الرؤيا الصالحة بشرى من الله ، وهي جزء من أجزاء النبوة) (٢٦٧). إذن ، لا خلاف بين هذه الروايات في المعنى.
ثانياً ـ قوله صلى الله عليه وآله وسلم : (إذا اقترب الزمان) ، وعلى رواية أخرى : (إذا تقارب الزمان) : فيه وجوه أهمها ما ذكره ابن الأثير : «أراد إقتراب الساعة. وقيل : إعتدال الليل والنهار ، وتكون الرؤيا صحيحة لإعتدال الزمان» (٢٦٨).
__________________
(٢٦٤) ـ السيوطي ، عبد الرحمن بن ابي بكر : الدر المنثور ج ٣ / ٣١٢.
(٢٦٥) ـ نفس المصدر / ٣١٣.
(٢٦٦) ـ نفس المصدر.
(٢٦٧) ـ ابن الأثير ، المبارك بن محمد الجزري : النهاية في غريب الحديث والأثر ، ج ٤ / ٣٣.
(٢٦٨) ـ نفس المصدر.