يرشدك ، بلغني أنّك قد توجّهت إلى العراق ، وإنّي اعيذك من الشقاق ، فإنّي أخاف عليك فيه الهلاك ، وقد بعثت إليك عبد الله بن جعفر ، ويحيى بن سعيد ، فأقبل إلي معهما ، فإنّ لك عندي الأمان والصلة والبرّ وحسن الجوار ، لك الله بذلك شهيد وكفيل ، ومراع ووكيل ، والسلام عليك» (٣٤٠).
ثانياً ـ تفيد هذه الرواية وتنصّ على أنّ الذي كتب الرسالة هو عبد الله بن جعفر ، وأمضاها عمرو بن سعيد ، وهذا غير صحيح لما يلي :
١ ـ إنّ جماعة من المؤرخين ذكروا أنّ الذي كتبها هو عمرو بن سعيد ، نذكر منهم : ابن الأعثم الكوفي في كتابه (الفتوح ـ ج ٥ / ٧٥) ، والشيخ المفيد في كتابه (الإرشاد ـ ج ٢ / ٦٩) ، والخوارزمي في كتابه (مقتل الحسين ـ ج ١ / ٣١٢).
٢ ـ إنّ ألفاظ الرسالة المذكورة ، لا تتناسب مع مقام عبد الله بن جعفر ، الذي يقرّ بإمامة سيد الشهداء عليه السلام ؛ حيث تتضمن الكثير من سوء الأدب ، مثل «أسألك الله أن يصرفك عمّا يوبقك ، وأن يهديك لما يرشدك .. وانّي اعيذك بالله من الشقاق».
ثالثاً ـ تنصّ هذه الرواية على أنّ الذي نقلها مع يحيى بن سعيد ، عبد الله بن جعفر ، مع أنّ هناك بعض المؤرخين ، يذكر أنّ الذي نقلها هو يحيى بن سعيد ولم يكن معه عبد الله بن جعفر ، منهم ابن أعثم الكوفي في كتابه (الفتوح ـ ج ٥ / ٧٥) ، والخوارزمي في كتابه (مقتل الحسين ـ ج ١ / ٣١٢).
__________________
(٣٤٠) ـ موسوعة كلمات الإمام الحسين / ٣٣٢.