أ ـ ذكر ابن عساكر في جواب الحسين عليه السلام لإبن عمه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب : (... إنّي رأيت رؤيا ، ورأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمرني بأمر أنا ماضٍ له ، ولست بمخبر بها أحداً حتى ألاقي عملي) (٣٣٨).
ب ـ ذكر الشيخ المفيد (ره) ـ في جواب سيد الشهداء عليه السلام ، ليحيى بن سعيد بن العاص ، حينما أراد منعه من السفر إلى العراق ـ قال عليه السلام : (إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام ، وأمرني بما أنا ماضٍ له ، فقالا له : فما تلك الرؤيا؟
قال : ما حدثت أحداً بها ، ولا أنا مُحدّث أحداً ، حتى ألقى ربي جَلّ وعَزّ) (٣٣٩).
وبعد ذكر هذا النصّ ، نبحثه كالتالي :
أولاً ـ أنّ أساس هذه المحاورة التي جرت بين سيد الشهداء عليه السلام ويحيى بن سعيد هو ما ذكر في الرواية التالية :
«وقام عبد الله بن جعفر إلى عمرو بن سعيد بن العاص ، فكلّمه وقال : اكتب إلى الحسين عليه السلام كتاباً تجعل له فيه الأمان ، وتمنّيه في البرّ والصلة ، وتوثق له في كتابك ، وتسأله الرجوع ، لعلّه يطمئن إلى ذلك فيرجع ، وابعث به مع أخيك يحيى بن سعيد ، فإنّه أحرى أن تطمئن نفسه إليه ويعلم أنّه الجدّ منك. فقال عمرو بن سعيد : أكتب ما شئت وأتني به حتى أختمه. فكتب عبد الله بن جعفر الكتاب : بسم الله الرحمن الرحيم ، من عمرو بن سعيد إلى الحسين بن علي ، أما بعد ، فإنّي أسأل الله أن يصرفك عما يوبقك ، وأن يهديك لما
__________________
(٣٣٨) ـ ابن عساكر ، علي بن حسن : تاريخ دمشق (ترجمة الإمام الحسين) / ٢٠٢ ـ تحقيق المحمودي.
(٣٣٩) ـ المفيد ، الشيخ محمد بن محمد النعمان : الإرشاد ، ج ٢ / ٦٩.