للحدث .. وقد كان أمراً منطقياً أن تعتني القصة النبوية (بالحدث) وأن تسخره كنقطة قوة فيها ، من أجل تأثير أكثر عمقاً في نفوس مستمعيها وقارئيها» (١٩).
وبعد هذا يمكن دراسة الحدث من جهتين :
الأولى ـ دراسة الحدث من حيث التأثير بالحادثة ، وذلك عن طريق الوسائل التالية :
١ ـ تصور الحادثة بما يثير عوامل الرغبة أو الرهبة في النفوس ، ومن هذا القبيل ما نجده في تصوير القرآن لحياة الشهداء ، كما في قوله تعالى : (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) [آل عمران / ١٦٩]. ومن الشواهد على ذلك في السيرة الحسينية ما يلي : ما بَشّر به الحسين عليه السلام أصحابه لما فرغ من الصلاة قال لأصحابه : «يا كرام هذه الجنة قد فتحت أبوابها ، وإتصلت أنهارها ، وأينعت ثمارها ، وهذا رسول الله والشهداء الذين قتلوا في سبيل الله ، يتوقعون قدومكم ، ويتباشرون بكم فحاموا عن دين الله ودين نبيه ، وذبوا عن حرم رسول ، فقالوا : نفوسنا لنفسك الفداء ، ودماؤنا لدمك الوقاء ، فوالله لا يصل إليك والى حرمك سوء وفينا عرق يضرب» (٢٠). نعم إنّ الحسين عليه السلام قدوة الأحرار في أقواله وأفعاله ، وخير شاهد على ذلك بعض مواقف أصحابه ليلة العاشر من المحرم منها : «هازل برير عبد الرحمن الأنصاري ، فقال له عبد الرحمن : ما هذه ساعة باطل؟ فقال برير : لقد علم قومي ما أحببت الباطل كهلاً ولا شاباً ولكني مستبشر بما
__________________
(١٩) ـ المصدر السابق / ٢٤٢ ـ ٢٤٣.
(٢٠) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ٢٤٦.