نحن لاقون ، والله ما بيننا وبين الحور العين إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم ، ولو وددت أنّهم مالوا علينا الساعة». (٢١) ومنها «وخرج حبيب بن مظاهر يضحك ، فقال له يزيد بن الحصين الهمداني : ما هذه ساعة ضحك! قال حبيب : وأي موضع أحق بالسرور من هذا؟ ما هو إلا أن يميل علينا هؤلاء بأسيافهم فنعانق الحور» (٢٢).
٢ ـ عرض الحوادث المثيرة في ذاتها ؛ ومن هذه الأحداث المثيرة ما نجده في قصة (صوت في سحابة) حين فوجئ الرجل الذي كان يسير في أرض فلاة بصوت في سحابة يقول : «إسق حديقة فلان» (٢٣). فالصوت الذي كان ينادي بصوت إنسان باسم فلان مثير في ذاته باعث على العجب ، وتزداد إثارته حين يستجيب ذلك السحاب للنداء فينتحى ويفرغ ماءه .. وإذا الماء يتجه إلى حديقة الرجل صاحب الاسم.
وفي السيرة الحسينية كثير من الأدلة والشواهد منها التالي :
أ ـ «لما رجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ودخل قصر الإمارة ، ووضع أمامه الرأس المقدس ، سالت الحيطان دماً ، وخرجت نار من بعض نواحي القصر وقصدت سرير ابن زياد ، فولى هارباً منها ودل بعض بيوت القصر فتكلم الرأس الأزهر بصوت جهوري سمعه ابن زياد وبعض من حضر : «إلى أين تهرب؟! فإن لم تنلك في الدنيا فهي في الآخرة مثواك. ولم يسكت حتى ذهبت النار! وادهش من في القصر لهذا الحادث الذي لم يشاهد مثله» (٢٤).
__________________
(٢١) ـ المصدر السابق / ٢١٦.
(٢٢) ـ نفس المصدر.
(٢٣) ـ النيسابوري ، مسلم بن الحجاج : صحيح مسلم ، ج ٤ / ٢٢٨٨.
(٢٤) ـ المقرم ، السيد عبد الرزاق : مقتل الحسين / ٣٢٣.